عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 09 / 2011, 05 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
فاطمة يوسف عبد الرحيم
أديبة وقاصّة

 الصورة الرمزية فاطمة يوسف عبد الرحيم
 





فاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these partsفاطمة يوسف عبد الرحيم is infamous around these parts

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: لبنان

لكن .. بعد فوات الأوان

لكن .. بعد فوات الأوان

جالت بها الأحلام المغايرة إلى عوالم اللهفة والحنين بعد اتصاله الهاتفي ليعلن عن رغبته في زيارتها معلنا إليها خبرا مفرحا، هامت جذلى، إنّه اليوم الموعود الذي تنتظره بشغف لأن"صادق"قادم لخطبتها هذا المساء وأنّ قصة حبهما ستكلل بالزواج، رنات الجرس تزغرد، تفتح الباب ،على عتبة الأمل وقف كعملاق حاملا وروده الصفراء، رحبت معاتبة بودّ: حبذا لو كانت الورود حمراء ندية أو بيضاء نورانية.
حاول أن لا تكون ابتسامته صفراء: الأصفر لون بهي يعبر عما بداخلي
ترنمت بعبارات الترحيب: أيّ شيء منك جميل ومعبر،عندي شوق وحنين لتلك الأيام الثلاثة التي قضيتها معك في رحلتنا السياحية إلى عروس الساحل السوري "اللاذقية" والتي أعدّها من أجمل أيام عمري .
تقابلا في المجلس، انتفخت أوداجه وزفر مبتسما: وأخيرا حصلت على شهادة الدكتوراة وبتقدير ممتاز والفضل يعود لك.
أحسّت بهبّة عاصفة من الربكة: لم أكن أعلم أنك تحضر لرسالة الدكتوراه!
وران صمت ثقيل قطع سبله: قصدت إخفاء المعلومة حتى تكون الدراسة واقعية.
سألت بإبهام مغلّف بالحيرة: أي دراسة تقصد؟
تناول مغلفا وعرضه أمامها:إنّها رسالة الدكتوراه وموضوعها"كيف تساعد النميمة على انتشار الإشاعة في مجتمعنا المحلي لتكون قصة حقيقية نسجت من خيوط الوهم" وأثبتت الدراسة أن الناس تتصيد الأخطاء البسيطة لتحولها إلى قصة كبيرة, وأنّ وووو.....
وهمست بصوت مرتجف:وما علاقتي بالموضوع؟
ضحك بغرور صدئ:لقد كنت موضوع دراستي ومحورها.
تاهت النظرات وافترشت ملامح الاستغراب وجهها: لم أفهم شيئا، ماذا تقصد؟
وجوم ظلّل الموقف، والحكاية ظلت تنغل رأسها لتبحث عن إجابة شافية وجاءها الرد ببرود لم يتماهى مع غليان ذاتها : الدراسة بدأت منذ لحظة ركوب الحافلة إلى المدينة السوريّة الساحلية المميزة بجمالها الخلاب "اللاذقية"،الدراسة هدفي من الرحلة والمناخ المناسب لموضوعها،إذ أن فريق الرحلة مكون من فئات غير متجانسة وطبقات متفاوتة تصلح بامتياز لأدوات الدراسة، عندما رأيتك تيقنت أنك الهدف في تحقيق ما أصبو إليه.
:لكنّ نظراتك توهجت بالإعجاب والاهتمام بي!!
: نعم هذا الشعور الذي أردت أن يصلك وخاصة أنك تتميزين بجمال أخّاذ، لكنك بالنسبة لي فكرة دراسة فقط، وجهّزت أدوات الدراسة: المشكلة ومجتمع المشكلة والعينات ووو...
: لكنّ مشاعرك التي انغرست في داخلي كانت أحاسيس حبّ حقيقية.
ضحك مقهقها بدم خالته ثقل العالم: لقد أتقنت الدور، أتذكرين عندما بدأت أغنية "أوعدك ..لسعاد محمد " وأشرت لك بأنها مهداة إليك.
:أذكر وغمرتني السعادة عندما التقت نظراتنا عند بحيرة" بلوراين"الساحرة شعرت أني أحلق عاليا، واحضنتني عيناك بنظرة حانية وأمواجك حبك اكتسحتني لأحلق في آفاق السعادة .
: إنّها خيالات وأوهام يا صديقتي.
: لكنك احتضنتني عند منحدر في غابات"الفرلق"الشاهقة وشعرت بوميض أنفاسك تلهبني.
قال بمكر محترف: إحساس خاطئ ،كانت لهفتي خوفا عليك من التدحرج فوق المنحدر السحيق الخطر لأني خلتك ستتعثرين فأمسكتك بكلتا يديك.
تناثرت كلماته ببرود:الموقف الذي ألهب الدراسة وكلما تذكرته أضحك حتى أكاد انقلب على ظهري، حين طرقت باب غرفتك في الفندق مدّعيا حاجتي لقداحة، ودخلتِ لإحضارها،خطوت وراءك خطوتين إلى الداخل دون أن تلاحظي ثمّ خرجت مسرعا لأني أعلم أنّ أبا الوليد وزوجته من رفقاء المجموعة السياحية كانا في طريقهما إلى الممر فاعتقدا أني كنت في غرفتك وأقضي معك لحظات حب ممتعة وانتشرت الإشاعة وكثر الغمز واللمز.
: الآن أدركت سبب النظرات العابسة ونثر البصاق حولي كلما مررت أمام أحد الركاب ليقول "الناس بطل عندها حياء "، أربكها الواقع المرير،ووقعت في لجة من الحيرة وأيقظها من شرودها قوله: الآن يا عزيزتي جئت لك شاكرا ومبشرا بأني حصلت على الدكتوراة بفضلك .
أحست بتهدم في داخلها: فقط ...ألا يوجد أمر آخر !!ألا يوجد مشروع خطبة وزواج ، ألن تقول لي أني عاشق والحياة بدونك لا تساوي شيئا.
:هل يبنى الحب على الإيحاءات والنظرات وإهداء الأغاني؟ من المعتاد أن يتهادى الناس الأغاني ،عندما جذبتك إليّ كنت ستتعثرين وأنقذتك، أنت عشت حالة الحب في نفسك، إنّها أوهام نسجتها برغباتك التواقة إلى الحب والزواج،وهذا شأنك!
اندفعت الكلمات من خناق الغصة الخانقة : كلّ تلك المشاعر الجميلة والأحلام تعني أنني بالنسبة لك موضوع دراسة لرسالة دكتوراه من أجل قيمة أخلاقية بأسلوب لا أخلاق فيه. يلفها صمت للحظات تحاول تذكّر وعوده ولا تريد أن تسلّم بأنها خدعة: آه تذكرت عندما وقفنا عند أعلى منطقة في "كسب" واستشرفنا الفلل الأنيقة الوادعة في سفوح تلك المرتفعات الرائعة الجمال قلت " ليت لنا منزلا صغيرا هنا"
: أقصد أنا بلغة الجمع لكل الناس ، وليس أنا وأنت!
:عند الغروب في لحظة عناق الغسق لشمس الأصيل وتلاعب الأمواج في"رأس البسيط" كانت لك هذه العبارة "أنا وأنت والغروب نشكل لوحة فنية أخّاذة".
: كلمات عادية لا يوجد فيها تصريح بالحب أو وعد بالزواج.
:تذكرت.. أثناء وقفتنا عند بوابة تركيا قلت"ما أروع أن يكون شهر العسل هنا"
: أقصد شهر عسل لأي عروسين لجمالها الخلاب، إيحاءات من أجل الدراسة فقط.
،:ولم دعوتني إلى "مطعم الصخرة"لأشاركك وجبة الغداء؟
: أحببت أن لا أتناول الغداء وحدي فدعوتك وكنت سريعة في تلبية الدعوة.
: ورحلة المركب الذي تهادى بنا على صفحة المياه الرقراقة، وقتها كنت تميل إلى صدري، والثرثرة من حولي تعلو وتعلو، سددت أذنيّ عن التلميحات الجارحة، المهم أن أفوز بقلبك، ورأيي أن الحبّ تُغزل حوله الثرثرات التافه.
: لم أقصد الميل عليك إنما بسبب عدم توازن المركب، إدراكك للأشياء بعيد عن الواقع.
: اعتقدت أنك قادم لخطبتي مع زهورك الصفراء.
: مطلقا ،لم أفكر بالموضوع، إنّها تعبير عن العرفان بالجميل.
غامت الرؤى أمام عينيها واغتيل الحب من كلماته وحملت زهوره ورمتها في وجهه: أغرب عن وجهي يا أسوأ خلق الله، تتلاعب بمشاعري من أجل دراسة.
: لم تخسري شيئا لقد عشت حالة حبّ وكنت سعيدة بهذا الإحساس.
كتمت غيظها حتى لا تنهار ولا تثور شياطين غضبها وبصوت صارخ من كبريائها انتصبت أمامه كسدَ هائل، فتحت الباب ودفعته بكل ما أوتيت من قوة: تفضل الزيارة انتهت، الزيارة انتهت .
هرول متعثرا بأنانيته،أغلقت الباب بدفق غزير دمع الهوى والندم على كل مشاعر جميلة حملتها له وغرقت مكانها في وهدة إحساس مضنٍ، ومضى مهرولا طاويا درجات السلم لكنّ تيارا كهربيا وصله قبل أن ينفصل القاطع، تريث قليلا ليلتفت إلى الباب الذي أغلق بقوة وكأن نداء وانيا خفيأ أيقظه من غفلته ورجع صدى آهاتها أشعل جذوة حب ملتهبة ،...انتابه إحساس أنه بحاجة إليها ولا يستطيع أن يغادرها، شيء ما شده إليها يريد أن يراها ويحادثها ووو.. لكن بعد فوات الأوان.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
فاطمة يوسف عبد الرحيم غير متصل   رد مع اقتباس