13 / 09 / 2011, 51 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
الصعود حبا .. الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=justify]أصعد في الطريق إليها مثل الباحث عن قطرة ماء والظمأ يكاد يقتله..أمضي وفي الخطوات ما يشبه اللهاث، وما يشبه النار .. هل هو الحبّ في أعلى وتيرة منه؟؟.. أم هو الوجد يشدني حتى آخر قطرة من دمي ؟؟.. أم هو التطلع إلى يوم من أيامها حيث لا شيء إلا هي في البصر والبصيرة ؟؟..
يقولون أحقا تحبها كل هذا الحب المسيطر على كل حركة من حركاتك ؟؟.. أقول وكيف لا أحبها وهي التي كونت ملامحي وكتبت سطور عمري وسجلت حضورها الثر في شراييني ؟؟.. كيف أستطيع فكاكا من حبي لها وأنا منها تكونت وفيها تشكلت وعلى ذكرها وذاكرتها كبرت وكبر العمر .. من منكم يعرف حبا كحبها كي أرحل إليه دون تردد ؟؟.. من منكم يعرف عشقا كعشقها كي أعطيه كلّ دمي ؟؟..
أسير بها إليها ، ومنها لدروبها ، وعلى جسر شوقها لعشقها .. لا شيء سواها كان ويكون في القلب فهي الأميرة التي أطلقت ضفائرها ومدت روعتها فأخذتني وسحرتني وألقتني في بحرها حتى تشكـّل نبض القلب على شكلها وصارت ملامح وجهي من ملامحها .. داخلتني فدخلتني في لحظة نور من أنوار ولعي بها فرحتُ من حرقة المشتاق أصعد حبا كي ألتقيها في الدروب كلها .. حتى كأنّ الدروب لا تكون إلا بها .. هو الحبّ في أعلى حلاوته والحبّ في أعلى طلاوته والحبّ في أجمل لحظاته ..
تسألينني هل حبك لها مرهون بحب يأتي أقوى ليجرف سابقه ؟؟.. هل هو حب يمكن أن يتعرض ذات يوم لما يغير فيه ويبدل دأب الإنسان في تقلبه وانتقاله من حال إلى حال؟؟.. هل تستطيع أن تحافظ على أوراقك في عشقها دون أن يمسسها سوء ؟؟.. ولماذا لا تحاول أن تجد حبيبة أخرى ما دمت تعاني من لوعة الفراق والبعاد؟؟..
تسألينني ما معنى كلّ هذا الإخلاص في الحب وأنت ترى محبيها أكثر من أن يحصيهم عد؟؟.. وما معنى أن تعشق كلّ هذا العشق وهي تعشق من تعشق من رجال وشباب ونساء ؟؟.. وما معنى أن تعطيها عمرك كله وهي التي أخذت من المحبين ما أخذت من أعمار ؟؟.. إنها فاتنة لا تني تأخذ وتعطي وتوزع الحبّ حتى لتكاد تراه يطلع على الشجر حبات وعد وعهد وملامح صور لا تنام من شدة الوجد .. حبها روح وريحان لا خلاص منه فكيف تريد أن تجد فكاكا ولا فكاك من هذا الحب ؟؟.. كيف تريد أن تمضي بعيدا عنها شبرا وهي لا تترك لك مساحة نفس واحد ؟؟.. أي حب هذا وكيف تحبّ كل هذا الحب؟؟..
نظرتُ في عينيها وقلت : هي مدينتي حين أخصص أشد تخصيص ، وبلدي حين أتوسع باحثا عن كل شباك في الديار يطل على وجوه من أحب.. ومن يحب البلد ، من يحب الوطن ، يصعب أن يثنـّي .. فالوطن يأبى أن يكون له أي شريك في الحب .. يأبى أن يكون له أي ثان في العشق .. يكتب على كل الدروب حبي هو الوحيد الأوحد ولا حبيب سواي .. وحق للبلد أن يكون الحبيب الذي لا تدانى مكانته ، ولا يقترب أحد من درجة عشقنا له .. إنه القلب والشريان والروح وكل ما نملك .. إنه الوطن القلب ..
طلعت سقيرق
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|