عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 04 / 2008, 41 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


الفلوجة : مدرسة خالدة للوطنية.

[align=justify]
إن المتأمل في نضال مدينة الفلوجة خلال خمس سنوات من الإحتلال الشرس، يكاد يرسم قناعة هيمنتها على الفعل المقاوم في العراق، فمنها انطلقت عمليات النضال منذ الدقائق الأولى التي تلت اعلان سقوط العاصمة بغداد، و بخلاف العديد من المدن العراقية فإن الفلوجة لم تمهل القوات الغازية و أشعلت فتيل مقاومة لن تنطفىء إلا بانسحاب الإستعمار الصفيو-أمريكي و استعادة الدولة العراقية لمكانتها الوطنية و القومية التاريخية. مجرد قراءة في خريطة الوطن العراقي تظهر المدينة الصامدة نقطة صغيرة، بحيث لا يمكن أن يحتمل أن تصنع بمفردها الجهد المقاوم و تبدأ باستهداف مؤسسات الإحتلال منذ بداية الغزو.
لقد فهم التخطيط الأمريكي لاستنزاف العراق تأسيسا على الاستمرار في العطاء الوطني للفلوجة أنها مركز حيوي للمقاومة و منطلق حركية الشعب العراقي من أجل استرجاع حريته و أرضه و مقدراته المنهوبة. كما أن الرسائل التي كان يبعثها الرئيس العراقي صدام حسين إلى شعبه و المجتمع العالمي أشادت بالدور الريادي في مقارعة القوات الدخيلة و مرتزقتها الذي قامت به مدينة الفلوجة و كافة المدن السنية قبل و بعد انهيار النظام السابق. كان من الضروري أن تستثمر خطابات صدام حسين في تكوين رؤية دقيقة عن المناطق التي من المتوقع أن تكون مساهمتها واسعة في المقاومة العراقية، التي تمثل النبض الحقيقي و الشرعي للمواطن العراقي. و قد استهدفت آلة البطش الأمركية و الإيرانية سكان الفلوجة، حيث حرضت المرجعيات الفارسية الميليشات الطائفية لقتل العراقيين السنة و التنكيل بهم، كما خصصت الديمقراطية الأمريكية بأسلحة محرمة تظهر آثارها في الدمار الهائل الذي لحق المشهد المعماري بالمدينة كما خلفت شهداء بالمئات تحتضنهم مقبرة شهداء الفلوجة و التي تظل دليلا مستمرا يكشف حقيقة مشروع التحرير الذي حملته الترسانة العسكرية الأمريكية إلى العراقيين.

إن المواقع المحددة للعمليات النضالية الموجهة ضد الإمبريالية الأمريكية و تسلطها على حقوق الشعب العراقي المعذب تساهم في انشاء خريطة لأبرز المناطق التي تشتعل فيها أنشطة فصائل المقاومة مهما كانت مرتكزاتها الفكرية، و قد لوحظ لدى شروع الجنود الأمريكان في التوغل داخل الأراضي العراقية أن المرجعيات الدينية أصدرت فتاوى صارمة تأمر العراقيين الشيعة بعدم اعتراض تقدم القوات الأجنبية و تمكينها من الوصول بسهولة إلى العاصمة، و قد استمر مفعول هذه الفتاوى المتعاونة مع الإحتلال شهورا بعد سقوط بغداد، و هو ما أفضى إلى حيز زمني للسيطرة على بغداد و تهجير المواطنين السنة. فالإستنتاج الواضح المستخلص من تأييد رجال الدين الشيعة للإحتلال أن السنة هم من سيؤسسون للممانعة. و من منظور شامل، فإن المقومات الجيوسياسية و الطبيعية و الأيديولوجية/الفكرية للعراق تؤهله لإثارة شهوة أي دولة امبريالية.

و فيما ينهمك عملاء إيران و أمريكا في تدمير الجنوب العراقي و التنكيل بأهاليه و خدمة مصالح معممي قم و صقور واشنطن، رفعت مدينة الفلوجة العلم العراقي ذا النجوم الخضراء الثلاث، علم العراق الأصيل.
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس