17 / 09 / 2011, 33 : 07 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
الكتابة وفضاء الحنين.. الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=justify]قالت بأي حبر تكتب؟؟.. ضحكت.. ربما كان علي أن أقول الكثير من مدارج الروح.. ربما كان علي أن أحكي لها قصة هذا الولد الذي ما عرف غير حب فلسطين.. أخذت أحدثها عن ذكريات مازالت شديدة الحضور في الذهن.. منذ تلك اللحظة الهاربة بين الوعي وسقوط الأشياء، أشعل الأهل فينا فضاء الحنين لبلد ولدنا بعيداً عنه، عرفناه بالوصف، عشقناه من خلال عشق كل واحد منهم.. هل كان على الولد أن يذهب أكثر في الكتابة كي تشرق شمس فلسطين حرية في القلب كما في الروح؟؟..
صرت في الخمسين.. أتدركين معنى أن يصير الواحد منا في الخمسين وهو لا يعرف شيئاً عن وطنه إلا الحرمان والشوق والحنين والحب واشتعال الخفق هياماً ببيت هناك؟؟.. خمسة وخمسون عاماً مضت واللجوء يعنون الأيام والسنوات.. من يستطيع في هذه الدنيا أن يفسر لنا ما معنى أن نعيش هكذا على هامش الغربة، أو في أتونها؟؟.. وما معنى أن تأتي الوعود مسكونة بحرماننا حتى من هامش ما كنا نحلم به؟؟ من يعيد لنا أيامنا وأعمارنا المسروقة منا؟؟.. لماذا كتب علينا أن نكون ضحية عالم مجنون، عالم يفسر العدالة كما يريد، وبالشكل الذي يريد.. عالم يبتلع الحقيقة كي تلد لنا المجالس الدولية أشلاء وطن..!!.. أو بقية وطن.. هل كان ذنبنا أنا خلعنا من أوطاننا وشردنا وذقنا اللجوء كل هذه السنوات؟؟.. هل كان ذنبنا أن يأتي لصوص العالم ليسرقوا وطننا ولايتبقى لنا غير حسرة الحنين إلى وطن؟؟..
كم نحن ونشتاق وتقتلنا أيام البعد عن الوطن.. فهل سيصدرون أمراً دولياً بعد حين يعتبرون فيه الحنين إلى فلسطين إرهاباً، والشوق إلى الدار عدواناً؟؟.. لاشيء يمكن أن يكون غريباً في هذا الزمن المقلوب!!.. كل شيء يمكن أن يأخذ شكلاً مغايراً ما كنا نعرفه أو نألفه.. ففي زمن يتحدث فيه مثل شارون عن محاربة الإرهاب يصبح كل شيء مضحكاً ومحزناً في آن!!.. زمن العجائب والغرائب هذا يمكن أن يمشي الناس على اليدين بأوامر دولية.. أما العدالة وزمن الإنصاف، فأشياء ستصبح مثل الديناصورات.. مجرد ذكرى!!..
طلعت سقيرق
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|