رد: لست محايداً ولكن!!
لا يمكن ربط الإشكال الخطير القائم هناك بزمن قبل أو بعد,فالزمن هناك لا وجود له على الإطلاق؛ في ظل القتل وسفك الدماء بمنآى عن وسائل الإعلام التي تم طردها بدعوى الحفاظ على سلامتها ...
فالزمن لاعلاقة له بوضع داخلي يعاني من الفساد وغياب مؤسسات الدولة؛ أو هو في حد ذاته ليس بدولة كمفهوم حقيقي لذاك المصطلح .إن النظام بشكله القائم لا يستصاغ ربط سياسته وأفعاله الداخلية بقضية أخرى لاتمت له بصلة أو جعلها قميص يوسف لتبرير ما لايبرر وبالتالي فإن الوضع المتدهور اقتصاديا وما ترتب عنه من أوضاع سيئة من ظواهر اجتماعية خطيرة ومتعددة هي النتاج الحقيقي للمطالبة بالتغيير ..تغيير الهرم السياسي القائم وإلغائه لأنه نظام إقطاعي شمولي ساهم في تقسيم وتجزيئ المجتمع إلى بنيتين: بنية فوقية تعتمد على النهب والسلب .. والإستحواذ على ثروة الشعب ..وبنية تحتية مضطهدة ومستعبدة ومسخرة في خدمة الأقلية الفوقية الحاكمة, مما ترتب عنه رفض الشارع وثورته على تلك البنية الفوقية المستغلة وإصراره على التغيير ...
وتجدر الإشارة إلى أن الإتصالات الحديثة ساهمت في تغيير مفاهيم كانت ثابتة حول أساطير وخوارق سياسية ودينية وعرقية لا وجود لها ألبته, فأصبحت البديل الحقيقي لمعرفة المعلومات الحقة,بدلا عن منابر خطبية غارقة في الوهم؛ مشحنة بالتهديد والتنديد والوعد والوعيد ..إن تدفق المعلومات كسيل عارم اكتسح الألباب وساهم في هذا لإدراك المفاجئ . فازدادت الرغبة في كسر الجدار الرابع وعكس ظاهر الآية على مرآة زمن توقفت على عتبته عقارب الساعة لمعرفة واقع كان عصيا على الفهم ..فمعرفة القوانين الوضعية البشرية المثلى التي تحمي الإنسان من إخيه الإنسان؛ طبقا للأعراف الدولية التي تنص على ذالك وتشدد عليه, زادت من حدة الرغبة في التغيير...
فهذا المجتمع الإقطاعي استغل التكنولوجيا العسكرية الحديثة في قمع المسحوقين أصلا بفعل سياسته الرشيدة.. لقد أرخى سدول عنانه الأمنية على شرايين حياة المجتمع برمته وكبت أنفاسه ليخنقه ويقتله في صمت؛ مرتكبا جريمة شنعاء في وضح النهار ضد الإنسانية ...
فاستقراء الواقع لا علاقة له بالزمن أو ربطه بتاريخ واقعة الجمل أو صفين, ولا يمكن معرفة مايجري إلا بتحليل وتركيب وإحصاء العناصر المترابطة المكونة لسياسته واقتصاده , ولو أنه في بعض الأحيان لايمكن إخضاعه لمجهر التحليل بفعل تحلله وعدم انسجام عناصره.. فطبيعة الحكم هو أخطبوط يمد ذراعه على كل مرافق الإقتصاد يقتات قار النفط والجماجم.. يصول ويجول دون محاسبة ولا رادع, استولي حتى على الهواء والماء؛ يستولي ويسرق قوت البلاد والعباد ويعتي فسادا دون خوف من رقابة أو رادع ..
إن غياب الأحزاب التي تشكل البرلمان وتتحدث باسم الشعب وتحاسب الحكومة باسم المواطن الذي يحمل هوية الدولة بغض النظر عن عرقه وجنسه أو دينه لاوجود لها ولا لآليات حكومية مؤسساتية إصلاحية ذات تاثير مادي ملموس على أرض يخفف من أزمة الفقر والبطالة وينعش اقتصاد البلاد.. وبالتالي لا يمكن لحزب واحد أن يرقص ويغني ويصفق ويتفرج على نفسه في آن واحد.... إن التغيير الداخلي نحو اليمقراطية والحرية وحكم الشعب نفسه بنفسه هو الغاية وليس الوسيلة وإن تعددت مظاهرها..
وسيبقى الشام عزيزا غاليا بأصالته وعزته وقوة شعبه الذي يأبى الذل والمهانة فالشام ياسيدي أرض الشموخ والنصر والإنتصار وسينتصر...
|