24 / 09 / 2011, 40 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
تثوير الفعل الإبداعي - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق
[align=justify]لا بدّ من الإشارة في البداية إلى أنّ البرهة الزمنية التي نعيش تفترض انتباها حادا وجادا لما يمرر من حلول تعتبر إثما بكل المعايير ، مما يدعو لأن يفتح الأدب العين باتساع شديد على وظيفته التي تفترض أن يكون أدبا مسكونا بواقعه واستشراف المستقبل .. وأرى أن ديمومة الأدب ، لا يمكن أن تنبع جراء الصدفة أو الحمل الكاذب .. فالأدب الذي يتنفس زمنه ويحرّض على نهوض واستنهاض هذا الزمن هو أدب حيّ حيويّ بالضرورة .. وفتح العين أدبيا يتطلب الافتراق والابتعاد عما هو سياسي في الواقع الفلسطيني والعربي عامة ، إذ لا يمكن أن يرضى الأدب بالوقوف تحت سقف تحدده السياسة بدعوى الظروف الراهنة ، لأن الأدب تابع لشعبه ولقضيته ولزمنه وللضمير والاحتكاك المباشر باليومي وبما هو آتٍ قبل أي شيء آخر ، وهو بذلك يفرض ، أو يجب أن يفرض على السياسي السقف الذي يريد بالشكل الذي يريد لأنه ضمير شعب ، والكل بالنهاية يتبع لهذا الشعب وينبع من أتون تفاعلاته اليومية..
ما يرتكب سياسيا يعني في أحسن الأحوال أن يصير شعب فلسطين شعوبا في دول ، لا شعبا واحدا في وطن واحد اسمه فلسطين .. فهاهي السياسة تفرّق منذ الآن بين من يعيش في الأراضي المحتلة في العام 1948 ومن يعيش في الأراضي التي احتلت في العام 1967 ومن يعيش في المنافي المتعددة .. فهل يعني هذا أن يقبل الأدب بواقع غرائبي يعطينا في أحسن الحالات شعبا فلسطينيا يعيش في دولة ما على رقعة من أرضنا لا فرق أن تكون المساحة شبرا أو عدة أشبار!!.. وشعبا فلسطينيا يعيش في " إسرائيل " وأصرّ هنا على وضع القوسين ، وشعبا فلسطينيا يعيش في المنافي ..؟؟ سيكون الأدب خائنا لنفسه ولشعبه ولمنطق الحق إن قبل بذلك..وظني أنّ دورَ الأدب الفلسطيني جدُّ واضح في ضرورة التحريض والتثوير والإصرار على عودة وطن كامل مكتمل لا يجوز أن يكون فيه احتلال ومثل هذا الوطن هو الوطن الذي كان لنا دائما باسم فلسطين وسيبقى ..
البرهة الزمنية التي تمرّ بكل ما تحمل من ضاغط لا ننكر ثقله وشدته، لا تفترض ركونا لما يملى على السياسي من شروط وقيود !!.. الأدب يصحح المسار ويشير إلى الخلل ولا يحني قامته لتمرير ما يريده السياسي .. كل ذرة من تراب فلسطين ، تعني أدبا يتلاحم مع نبض هذه الذرة ويعانقها بعشق أبدي .. وكل إنسان فلسطيني من شعب فلسطين ، يعني دعوةً للأديب كي يكون أمينا لشعبه لا أن يدير ظهره مسلما بأن ما يجري فوق المستطاع ، وأنه ليس بإمكان الحاضر أن يقدم أكثر مما هو كائن !!.. لأننا وبكل بساطة لا نرتبط هذا الارتباط الوهمي بزمن سيبقى عابرا ..إننا مع زمن مفتوح على فضاء الوطن وليس على أي فضاء آخر .. والمطلوب من الأدب الفلسطيني الآن تحديدا يتجاوز أي تصور أو تخيل لضرورة الصمت !!.. هذا الزمن يدعو الأدب لأن يحرك كل أدواته من اجل تثوير الأدب والإبداع كما تثوير الفعل اليومي بمعناه الشعبي.. ويخطئ الأدب خطأ كبيرا حين يترك الحبل على الغارب لمن يسرقون منا اكتمال صورة الوطن واستبدالها بصورة مشوهة مجتزأة .. دور الأدب ضروري الآن وسيبقى حتى تكون لنا فلسطين كما نريد ونشتهي ونحلم منذ سنين طويلة ..
طلعت سقيرق
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|