[مرفت شكري]

فراق الحبيب

مر عام على فراق الحبيب والزوج والصديق .. وعقلي لا يستطيع أن يستوعب هذا الحدث الجلل الذي زلزل حياتي كلها .. فمنذ هذه اللحظة العصيبة والأليمة .. وقطار العمر يمضي , وأنا أتخبط بداخله من هول سرعته فهو يريد أن يصل إلى لحظة النهاية ..وأنا حائرة ومذهولة ..

أتساءل دائماً هل حياتي معه انتهت .. كانت حياتنا متشابكة و مترابطة ومتصلة, كأغصان شجرة طيبة ثابتة في الأرض .. أوراقها خضراء زاهية , وأزهارها جميلة متفتحة ذات ألوان بديعة .. وثمارها تنضج أمام أعيننا يوماً بعد يوم .. نرويها بالحب والتفاهم والإخلاص والتسامح والإيثار .. لتظل صامدة في وجه التحديات والصعوبات .. فقد كنا نعيش في ربيع دائم .. يتخلله قليل من الزوابع ( الملح والفلفل في حياة أي زوج وزوجة) .. أحلامنا كثيرة ..أمالنا عريضة .. كلها متعلقة بتلك الثمارالشابة الرائعة والناضجة وهم أبناؤنا الأحباء .. نرسم معاً مستقبلهم .. ونحاول دائماً أن نحقق أحلامهم ..

وقد كنت أستمد منه القوة لمواجهة مشاكل وضغوط الحياة المستمرة .. كان بالنسبة لي أكسير الحياة .. ومنذ فراق الحبيب وأنا أتظاهر أمام الجميع بالقوة .. خاصة ابني عبد الرحمن .. والحقيقة إنني في منتهى الضعف ..

غاب عني نصفي الأخر وحبيب عمري وشريكي في الحياة .. ففقدت محبة الزوج واخلاص الصديق وعطاء الحبيب .. فمالت الشجرة وانحنت وزبلت وتساقطت أوراقها من الحزن .. وأصبحت في خريف العمر .. وقلت القدرة على المشاركة والتواصل والاندماج في الحياة مرة أخرى .. وفضلت العزلة .. ولو لفترة لا أستطيع تحديدها هل هي أيام أو شهور .. لا أعلم .. الكل من حولي يحاول مساعدتي والأخذ بيدي للخروج من هذه الأزمة ..

سعادتي الحقيقية أجدها عندما أكون في معية الله , أناجيه وأشكو إليه ضعف قوتي وقلة حيلتي .. الهدوء النفسي ألتمسه عند قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه , وفي حضور الدروس الدينية , تقرباً إلى الله .. والتفرغ بالدعاء لزوجي الحبيب بالمغفرة والرحمة والخلود في الجنة .. ومهما صنعت فلن أستطيع أن أوفيه حقه .. فأنا أعيش حالة من الزهد .. وأعتذر إليكم لغيابي الغير متعمد
رحم الله زوجي الحبيب الغالي د. ناصر شافعي وأدخله فسيح جناته وجمعني به في جنة الخلد وفي معية سيد الخلق سيدي وحبيبي وشفيعي محمد صلوات الله عليه وسلامه ..