[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]لا أدري لماذا تخطر على البال تلك السخرية المرة " ألقوه في اليم مكتوفا وقالوا له ك إياك إياك أن تبتل بالماء " .. وتكاد تكون السخرية مما تفعله أمريكا ومن لف لفها ، وما أكثرهم ، أدهى وأمر !!.. فأمريكا هذه تريد الديمقراطية شفقة علينا ورأفة بنا نحن شعوب العالم الحادي عشر !!.. والديمقراطية التي تريدها أمريكا مفصلة بطريقة عجيبة غريبة... ومن يريد أن يتعلم ، ويفهم، فما عليه إلا أن يرى ويشاهد ما يحدث في العراق وفلسطين !!.. فالعراق صار بركة دم مكتوب عليها بالخط الأمريكي الفج " هذه هي الديمقراطية".. وفي فلسطين جرت انتخابات حرة نزيهة نظيفة مائة بالمائة باعتراف أمريكا وصبيانها كلهم ، قبل غيرهم .. إذن فشعب فلسطين حقق الديمقراطية الحقيقية وبامتياز .. ولأن هذا الشعب الملوع قد فعل و"تدمقرط "دون تدخل أحد.. فقد فرحت أمريكا ومعها أوربا والكيان الصهيوني فرحا ما بعده فرح.. وكانت المكافأة حاضرة في أذهان الجميع ، وقوامها قتل وتجويع ومحاصرة هذا الشعب..لماذا؟؟.. لأن حماس فازت .. عظيم ومن تريدون أن يفوز حسب ديمقراطيتكم ؟؟.. هنا يحل الصمت والحيرة والارتباك .. إذ لا يمكن استيراد رجل فضائي ديمقراطي يحكم شعب فلسطين!!.. كما أن أي واحد من الشعب الفلسطيني وإن كان ديمقراطيا حتى العظم ، فلا بد أن يفكر بحماقة بعد حين بمصالح شعبه وهنا يكون قد تخلى عن الديمقراطية .. إذ ليس مطلوبا من السيد ديمقراطي !!كائنا من كان ، آن يفكر بمصلحة شعبه ، بل عليه ، أن يفكر بمصلحة أمريكا وسيئة الصيت إسرائيل وكل ما ليس له علاقة بشعبه .. فهاتوا واحدا من هذا الصنف .. استوردوه لنا، وأتحفونا به وبمنجزاته التي ستلعن أبا كل مصلحة تنفع الشعب!!..
ديمقراطية حماس ، ليست الديمقراطية !!.. لماذا؟؟.. لأن حماس على ما يبدو لا تسرق ولا تبيع ولا تسلم!!.. إذن علينا أن نفصل لهم حماسا دون حماس حتى يرضوا .. لكن إن فعلنا – وهو افتراض أحمق – فكيف نقنع هذا الشعب المشاغب الذي تعود أن يأخذ حقه بيده، وهو الذي انتخب هذه الحماس ؟؟.. إذن هاتوا لنا شعبا آخر ، وشيئا من رؤوس أخرى لا تفكر كما يفكر شعب فلسطين ، عندها سنحل المعضلة وسنعطيكم ديمقراطية على المقاس تماما .. ديمقراطية شعبها خانع، وناسها من ورق ، يفكرون بالهمبرغر الأمريكي ليس إلا .. ليس هناك حل آخر .. فالمعادلة واضحة جدا .. شعب فلسطين يريد حكومة حماس ، وحماس تريد أن تكون نظيفة مخلصة شريفة حتى العظم .. وتجويع شعب مثل شعب فلسطين لن يجعله يركع ، لأنه شعب ذاق الويلات والمرارات وما ركع... التجربة تقول ذلك ، والأيام بل السنوات الطويلة الماضية تقول ذلك.. فما الحل .. لا حماس تريد أن تسلم ، ولا شعب فلسطين يريد غير حماس ..وديمقراطيتكم الملعونة !!لا تناسبها حماس ولا شعب فلسطين .. ونصيحة لوجه الله .. إذا تركتم الحبل على الغارب لهذا الشعب ، ولحماس أيضا ، فستفلت الأمور الديمقراطية جدا من أيديكم، وسيتعلم الشعب العربي كله ديمقراطية لا تعجبكم ولا تعجب من خلف الذي خلفكم !!.. فهاتوا شعبا غير شعب فلسطين وضعوه مكانه ، وهاتوا حماسا دون حماس وضعوها مكانها .. وبعدها ستكون الديمقراطية عسل على عسل .. ويا عين يا ليل على الديمقراطية!!..

طلعت سقيرق
[/align]