الموضوع: العناق الأخير
عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 04 / 2008, 32 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
سلوى حماد
كاتب نور أدبي مضيئ
 





سلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

العناق الأخير

تتضائل في عيني كل الجماليات عندما لا تحتوي شيئاً منك ، وعندما لا يطرق حضورك باب ايامي اشعر بحالة من اليتم ، فأنتعل صبري واقف اياماً طويلة خلف باب احلامي في انتظار صوتك الهادر ليلملم احلامي المتفرقة ويجمعها في باقة يقدمها لي في ليلة هطولك على شرفات انتظاري.


تجتاح دنياي حالة من الصقيع التى لا تجدي معها الا دفء انفاسك

ويبقى قلبي في حالة ظمأ دائم عندما تجف انهار وصلك، وتختلط الأمكنة في ذاكرتي ، فانت في كل الأماكن ، وكل الأماكن تميزت بحضورك فيها.

حضورك الاخير كان مختلفاً ، خلف لي غصة لأنه كان متوشحاً بلون الغياب ، احسست بشعور جديد حينذاك يتسلل الى اركان جسدي الشاخص دوماً صوبك عندما عانقتني، شعور استشعرته ولكنني اغمضت فكري عن التفسيروامسكت قلبي ، عصرته وكأنني كنت اعزيه مسبقاً بقرب رحيلك وهجره تاركاً اياه كأطلال تشكو الرحيل.


يا ألهي ، كيف يحين الوداع قبل أوانه، كيف تغادر النوارس الشطأن في غير موسم الهجرة، كيف تغيب الشمس قبل الموعد الذي اعتدنا على اللقاء فيه؟؟؟؟؟؟؟؟

كيف تليها كيف ، والاف الاسئلة المبهمة التى تدق رأسي بقسوة.

كيف للحب ان ينتهي ويختزل في مجموعة من الاحداث التى تترسب بين ثنايا الذاكرة وتصبح حياتنا رحلة سفر ، رحلة هروب وامعان في الاغتراب حتى نقطة اللالقاء.

تذكري لك كوميض خاطف ، يخطف القلب قبل البصر، وطيفك ضيفي الذي يزورني في كل آه ، وكل الأفكار تؤدي اليك في نهاية الطريق.

ابدأ يومي بقرار البعد واعتزال كل طقوس الحب، فلا شوق ولا انتظار ولا دموع ولا عتاب وفي منتصف اليوم اجد نفسي ابحث بين اوراقي عن بعض من قصاصات الحب التى كنت تغدق علي بها ، او ابحث بين قوارير عطري على بصمة من بصماتك .

يمضي الوقت وانا ابحث في الاركان ، فعلى هذه الاريكة كان يأخذ قهوته ومن خلف زجاج هذه الشرفة كنا نودع الشمس عند الغروب وهذا هواخر كتاب قرأناه سوياً

وما ان يأتي المساء حتى اجدني ادير اسطوانة موسيقية احضرتها لي واقوم بسعادة أنسق بعض الزهور في مزهرية فتسري رائحتها الى اعماقي وتمدني بشعور غريب فأركض الى شرفتي مسرعة واتجول ببصري في كل مكان باحثة عنك ، فتصدمني الطرقات الخالية، فأعود ادراجي لأرتمي على الاريكة ابكي وحدي كطفلة ضائعة

وبرغم اشتياقي لهمسك الذي يشعل فتيل قلمي ، الا انني كرهت شرفات الوهم وانتظار المجهول ومواعيد الصمت والأحزان.

اقنعت عقلي الباطن المتفاني في خدمة وجعي بأن يبدأ رحلة النسيان حتى تتلاشى من افقي كل الاحداث التى جمعتنا في عمق حزني ويكفيني ان اذكر العناق الاخير.


سلوى حماد




نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع سلوى حماد
 
أتنقل بوطنِ يسكنني ولم اسكنه يوماً
فلسطين النبض الحي في الأعماق دوماً
سلوى حماد غير متصل   رد مع اقتباس