09 / 04 / 2008, 33 : 08 PM
|
رقم المشاركة : [3]
|
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
|
رد: العناق الأخير
هي حالة فراق أجد نفسي أمامها و قد ألقت بظلالها على النفس .. لكن القلب لايزال يعيش على ذكرى اللقاء والعناق الأخير وكأنه لم يفق بعد من هول الصدمة .. أولنقل إنه لا زال غافيا مستمتعا بلذة العناق ، لا يريد أن يعترف أن ما حصل قد حصل .. وأن الفراق صار واقعا ..
يبدأ الإحساس بالندم والحسرة .. فتمتد يد النفس متعلقة بأهذاب الصبر و الأحلام ..
يغيب الدفء ويصيب النفس ظمأ وتختلط الأمور على الذاكرة فلاتعود تميز شيئا .. وهو وصف دقيق لحالة تشرذم الأفكار .
أرى فيما تلا كل هذا ، تبريرا لما حصل ولوما للآخر على ماأحدثه حضوره الأخير من خيبة أمل ..( هل كانت عواطفه باردة إلى أقصى حد فلم يعط ذاك الدفء المرجو للنفس والقلب والجسد؟ ) ..
تأخذني الخاطرة إلى آفاق ممتعة وهي تقترب من نهايتها ، مهدهدة خيالاتي بلقاء مرتقب مادامت تستعيد كل الذكريات بكل التوهج الذي قد يضرم نارالحب من جديد :
ابحث بين اوراقي عن بعض من قصاصات الحب التى كنت تغدق علي بها ، او ابحث بين قوارير عطري على بصمة من بصماتك .
يمضي الوقت وانا ابحث في الاركان ، فعلى هذه الاريكة كان يأخذ قهوته ومن خلف زجاج هذه الشرفة كنا نودع الشمس عند الغروب وهذا هواخر كتاب قرأناه سوياً
وما ان يأتي المساء حتى اجدني ادير اسطوانة موسيقية احضرتها لي واقوم بسعادة أنسق بعض الزهور في مزهرية فتسري رائحتها الى اعماقي وتمدني بشعور غريب فأركض الى شرفتي مسرعة واتجول ببصري في كل مكان باحثة عنك ، فتصدمني الطرقات الخالية، فأعود ادراجي لأرتمي على الاريكة ابكي وحدي كطفلة ضائعة
لكن رجة عنيفة توقظني من حلمي لتعلن :
وبرغم اشتياقي لهمسك الذي يشعل فتيل قلمي ، الا انني كرهت شرفات الوهم وانتظار المجهول ومواعيد الصمت والأحزان.
قبل أن تجيء الضربة القاضية لتقول لي إني ذهبت بعيدا في تخيلاتي : اقنعت عقلي الباطن المتفاني في خدمة وجعي بأن يبدأ رحلة النسيان حتى تتلاشى من افقي كل الاحداث التى جمعتنا في عمق حزني ..
الأمل لا بد له من البقاء ولو كطيف :
ويكفيني ان اذكر العناق الاخير.
نص رائع جمع بين أحاسيس شتى .. من حزن وأمل ويأس وقنوط .. زاوج بين العتاب واللوم والشكوى والأنين .. والغريب أن هذا الحب الذي يبدو جليا بين السطورلم يذكر في المرات الثلاث إلا :
1- وهو متبوع بمعاني االنهاية والاختزال .
2-وهو محاط بكلمات البعد و الاعتزال ثم ، لا شوق ولا انتظار ولا دموع ولا عتاب .
3-وهو عبارة عن قصاصات تائهة ضائعة .
شكرا لك سلوى على هذه اللحظات الممتعة التي عشناها مع خاطرتك ..
دام يراعك سيالا وقريحتك متقدة
|
|
|
|