عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 11 / 2011, 49 : 02 AM   رقم المشاركة : [14]
رأفت العزي
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية رأفت العزي
 





رأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond reputeرأفت العزي has a reputation beyond repute

رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !


عندما يخرج حزب من الأحزاب ويعمل على مصادرة الحاضر والمستقبل
لا بد وأن يلقى هذا الحزب معارضة في الحد الأدنى إن كانت هناك حياة سياسية
ولكن مع حزب البعث الذي استأثر بالسلطة قد شُلّت الحياة الحزبية إلى حدّ
بعيد وبدا أن معظم الأحزاب قد " دُجّنت " واستلبت إرادتها فحزب البعث
قد عرض على الشعب في " لحظة تاريخية حرجة " دستورا في العام 1973
يقول في مادته الثامنة " إن حزب البعث العربي الاشتراكي قائدا للشعب والدولة "
وتجليات اللحظة الحرجة تتلخص : بخوض السلطة لحرب تشرين الأول / اكتوبر
أو بما يعرف بحرب العاشر من رمضان ضد العدو الإسرائيلي والتي كرّست شرعية
حكم الحزب والأسد لسوريا ، فالأسد هو الذي اتخذ قرارا الحرب وأعدّ لها ، ثم ظهر
أن 80% من آلاف الشهداء من الجيش والوحدات الخاصة كانوا ينتمون إلى الحزب
.. فهلل الشعب " للقائد والحزب " حين عُرض عليه الدستور فنالا ذلك التأييد
المطلق والذي تكرس بالمادة الثامنة من الدستور الحالي الموضوع عام 1973 .
إن كانت تلك المرحلة السياسية والتي انتهت باتفاق بين عدة أحزاب على التحالف
فيما بينها كانت تصلح لفترة من الزمن فهل يمكن لها أن تصلح لكل زمن والحياة
متحولة والسياسات متغيره ؟!
كما كان يبدو فالمرحلة لم تنتهي ، وتكرست هذه المادة كما الدستور الذي
قد تم تعديله مرات كان آخرها يوم انتخاب الرئيس بشار الأسد عندما تعلق
الأمر بتعديل سن الرئيس وسكتت الأحزاب السبعة التي تتشكل منها
" الجبهة الوطنية " ( راجع الردّ رقم13 ) واقتسمت المغانم والمنافع
وصفقّت للرئيس حافظ الأسد لتُعفى نفسها من أي مسئولية سياسية كانت
أو اجتماعية ونسوا بأن هناك متربصين للنظام في الداخل والخارج خصوصا
أولئك المبعدون عن المشاركة والمتضررين من النهج السياسي للدولة والحزب الحاكم .
لقد أتتهم الفرصة للانقضاض على النظام والحزب وأيضا في لحظة سياسية
اعتقدوا أنها مواتية فالمعارضة التي بدأت مسلحة ومدعومة ضد النظام في
سابقة لم نشهد مثيلها في الوطن العربي كله حيث تقاطعت مصالح المتناقضين
واتفقوا على " إسقاط النظام " فتحالف الشيوعي ، والأخوان ، وبعض البعثيين
المنشقين ، وبعض الناصريين قد تلقوا الدعم من الخارج ، من منظمات ودول
..فقدرتهم في الداخل كانت ضعيفة على المستوى الشعبي ولكنها كانت منظمة
في سريتها وعملها وأصبحت فاعليتها كبيره خصوصا على حدود دول الجوار :
فالنظام الأردن كان يود الانتقام من نظام الأسد ، فدرّب وسلّح حزب الإخوان
وافتتح لهم معسكرات تدريب علنية عمل الجيش السوري على اقتحامها
بوحداته الخاصة في غارات ليلية ودون أن يشتبك الجيشان الأردني والسوري
كما فعلا في أيلول العام 1970 ولم تنتهي أزمة البلدان إلا في العام 1985
عندما خرج الملك حسين على الشعب السوري في خطاب علني قدّم خلاله
اعتذرا تاريخيا ( وكان شجاعا ) عندما قال حرفيا بأنه " لم أكن أعلم "
فتبين أن أخاه الأمير حسن هو الذي كان يُدير تلك الحرب التي كانت من
إحدى الأسباب التي أبعدته عن ولاية العرش الأردني ! أما العراق فكان
ينتقم بدوره لأن النظام السوري قد أيد ثورة الخميني ولم يقف مع العراق
في حربه مع إيران ومهمته كانت إرسال مئات السيارات المفخخة التي
اجتاحت المدن السورية ومات من جراءها آلاف السوريين
( العراق نفسه ابتلي بهذا السلاح الجبان ) أما الأتراك كانوا ينتقمون
أيضا من النظام الداعم للمسألة الكردية ومطالبة النظام بأراضي لواء
الاسكندرونة المحتل فدرّب وجهّز وفتح حدوده للقتلة كما يفعل اليوم
وأما لبنان الممسوك من ياسر عرفات ، ما كان أحد من الناس يُصدق
بأنه كان على تنسيق مع عملاء إسرائيل من حزب " القوات اللبنانية "
وبالتحديد مع بشير الجميّل ( سوف نتحدث عن ذلك ببعض التفصيل )
وأصبح لبنان بفضل هذا وذاك ممرا للتسليح ومقرا للتدريب والإيواء
وكنت شخصيا اعرف معسكران لتدريب المعارضة السورية واحد في
منطقة الجنوب وتحديدا في بلدة دير الزهراني وآخر في بلدة الدامور
المسيحية المدمرة بفعل الحرب والتي تقع على الساحل ما بين بيروت وصيدا ..!!
يحضرنا هنا سؤال : هل كانت رغبة الانتقام التي كانت تُحرك كل هؤلاء
على النظام أم أن هناك دوافع أخرى سياسية تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي
وتطويع إرادة سوريا وكسرها عبر إسقاط النظام ؟!
الأحداث القادمة ستكشف إلى أي حدّ كان الأمر يتعلق بصراع الدول وليس
بفساد النظام أو دكتاتورية الحاكم والأسد كما كل الحكام والنظام كأي نظام
في العالم كله : لن يدافع عن نفسه بالديمقراطية والحب والقبلات فهو قد
استخدم نفس الأسلوب الذي استخدمه المعارضون وانتصر عليهم ولكن
مع الأسف الشديد على حساب الأبرياء !
ثلاث سنوات من الصراع الدولي على سوريا ومعها دفع ثمنه الشعب السور
ي المؤيد للنظام والمعارض ؛ فالنظام كانت تتفاقم أزماته بشكل مخيف ،
فالجيش الذي كان في ثكناته لم يعد باستطاعة ضباطه الخروج إلى قراهم
وبيوتهم في الأرياف ومن كان يغامر يقتل / يغتال في بيته مع عائلته أو
يُنصب له كمين مسلح / ولم يسلم الخبراء الروس الذين كانوا بالآلاف
في سوريا يقتلون في الطرقات ، حتى الثكنات العسكرية لم تسلم من أيادي
القتلة وبفتاوى .. فهناك من يفتي بقتل كل " روسي " وما أكثرهم في سوريا .. "
أليسوا أعداء الله وقتلهم جهاد في سبيل الله " ؟! وهناك من يفتي بقتل كل بعثي
ومؤيد لنظام البعث الحليف " للكافر الروسي " خصوصا وان هذا الحليف هو
من " ملّة الكفر " كما يؤمنون ؟!
توقيع رأفت العزي
 "
كل ومضة نور في وسط الظلمة تدفع السائرين إلى الأمام خطوة !
وكل تصويب لمسيرة النضال على الطريق تقدم للنجاح فرصة !
" !!
رأفت العزي غير متصل   رد مع اقتباس