طلعت سقيرق.عندما يصنع الشاعر من الأمل ياسمينا و من حلم العودة يقينا.
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px groove limegreen;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]عرفت الأديب و الشاعر طلعت سقيرق من خلال أوراقه في منتديات نور الأدب ومن خلال مداخلاته و ملاحظاته وكان بقدر مايفاجئني بتجدد كتاباته و تنوعها ونشاطه الحثيث بقدر مايكبر في عيني باتزانه و قدرته العجيبة على التفاؤل وبث روح الأمل.
في قصائده التي تتنوع صورها وتتناغم كلماتها نجد الأمل أيضا حاضرا كما في شخصه وطبعه ،حاضرا كياسمينة مصرة على أن تورق و تزهر غير آبهة بالفصول و الظروف.
فنجده يقول في قصيدة يافلسطين مثلا :
بكرة الشمس رح تفرد ضفايرْ ....... ويعود النور يغمر أراضينا
و
يا فلسطين راح نرجع راح نرجعْ ....... ونور الحق يا بلادي رح يسطعْ
بعد الليل شمس نهار بتسطعْ ....... ويا فلسطين مدينا خطوينا
و في قصيدته مطر الدوالي:
من يرسم الدنيا فضاءً واسعا لا بدّ أن يجد السبيلا
لا تغلقِ الأبوابَ في وجه الضياءِ وعشْ زمانكَ فالحياة جميلةٌ في كلّ ثانيةٍ ستعطيك الجميلا.
طلعت سقيرق كان فعلا جميلا في شعره وأمله وفي طريقة مخاطبته لنا وحثنا على التقدم و عدم التردد والشك في تقدمنا.
كتب لي في رسالة نشرها في موقع نور الأدب يقول :
القوة يا نصيرة أروع سياج يحمينا من كل شيء .. القوة تجعلنا اكبر من كل ما يصادفنا .. ولان القوة سلاح رائع حين يكون بيد متصلة بعقل نير ، فهي تحول كل شيء إلى نصر حتى ما نجده سيئا سلبيا بعيدا عنا.. فان تكوني بوعيك وذكائك وفطنتك لا تلتفتين إلى شيء من الصغائر إلا التفات الواثق الذي يأخذ من كل شيء ما يفيده .. ليس هناك شيء ضار على طول الخط .. عندما نتعلم كيف نحول النار المؤذية على حطب نستدفئ به ، والماء في طوفانه إلى حياة تسقي وردنا وزهرنا وما نزرع ، نكون واعين تماما لكل ما يحيط بنا .. فحكمة الحياة أن تكوني في كل الأحوال سيدة الحياة وان تحولي كل شيء إلى المجرى الذي حددته أنت ليصب حيث تريدين ..
ومما ختم به رسالته :
' لا أعرف كم سأبقى معكم ، ربما لأيام أو ساعات أو أشهر .. بعدها يا نصيرة ستذكرين كلامي هذا وتقولين كان يخاطبني به وتذكرينني بالخير .. ورجائي أن تجدي شيئا فيه ، شيئا قادرا على الإفادة .. فصعب أن أترك شيئا لا يثمر .. لا أريد أن ألتفت بعد غيابي فأجد من أحببتهم بعيدين عن الطريق الذي تمنيت أن يكونوا فيه شجرا عاليا رائعا دائم الثمر ..'
شجر عال رائع دائم الثمر هكذا كان طلعت سقيرق يريد من يؤمن بقدراتهم ومن يحبهم أو هكذا عبر عن تطلعه ومايتمناه لكن في تطلعه وأمنيته سمو رائع.
سمو الكبار الذين لا يضيرهم أن تكبر مواهب من حولهم وأن يفوح شذاها ويلفت الأنظار.
طلعت سقيرق كتب عن غيره من النقد الشيء الكثير وقرأ خواطرنا وقصصنا ومر على نصوص و قصائد في موقع نور الأدب كبستاني فنان يعطي النصيحة ويصقل المواهب دون أن يعبث أو يؤذي أو يشذب الكلمات بغير هوى أصحابها.
لقد تعلمت من هذا الرجل الشيء الكثير وقدرته واحترمت وطنيته وأدبه وطريقته في أن يكون أديبا وشاعرا وناقدا فلسطينيا يحمل حبه وأمله وحلمه في العودة تماما كنبضه دون أن يمل أو يتعب أو يشتكي.
أحببت قصيدته الياسمين بشكل غريب وابتسمت لها وكأنني أبتسم لياسمين يحييني ولايمضي إلا وقد زرع الأمل و الابتسامة من حوله.
يقول طلعت سقيرق في القصيدة المذكورة:
من حق الياسمين أن يفرح
من حقه إذا شا ء أن يتباهى
يوزع العطر بود غريب
يعرف أن الحياة عطاء
ينحني للزيتون و سنابل القمح
يقبل الأصابع التي تلد خبزا
يركض في الشوارع و يضحك
يترك بصمته الرائعة في كل مكان
يكتب للعشاق رسائل حب
وعندما يفقد كل ما لديه
يقدم استقالته و يمضي
وقد مضى طلعت سقيرق كياسمينه تماما لم يفقد كل ما لديه ربما لكنه ترك كل ماكان لديه ليكون قدوة لغيره وأملا لغيره ونورا لغد فلسطين التي أحبها وتمنى العودة إليها وأيقن بأن في المستقبل انتصارها وحرية حيفاها و يافاها وقدسها...
رحل الياسمين وبقيت أبياته تطرح أملا كما كانت وبقي حلم العودة كما كان مشتعلا في كل سطر كتبه و جعل منه يقينا آت كالمستقبل و كإشراقة الشمس ولو بعد طول غياب.
Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|