15 / 11 / 2011, 04 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
|
الإسلام ... المضمون في مهب الريح ، والشكل إلى أين ؟!
الإسلام ... المضمون في مهب الريح ، والشكل إلى أين ؟!
لست من المضطلعين في أمور الدين ، ولست ممن يطبقون الدين في كل أمور حياتهم ، ولست أحقد أو أكره الإسلام فأنا مسلمة ؛ لكني كرهت ما آل إليه الإسلام في الآونة الأخيرة .
لقد أصبح شيئا من شبه المستحيل إن لم يكن من المستحيل أن تعيش الدنيا بالدين ، ورغم أنه لا علمانية في الإسلام ؛ ذلك لأن الإسلام لم يقتصر على الجانب الروحي للإنسان بل حدد له منهج حياته الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي ، وهذا ما لم تتطرق إليه الديانات السماوية الأخرى كالمسيحية فكان من السهل فصل الدين عن الدولة وظهرت العلمانية .
لو تصفحت مواقع الانترنت أو شاهدت عن تلك الأسئلة التي يطرحها الناس على بعض المفتين لأوجعتك خاصرتك من كثرة الضحك . وهذه أسئلة طرحت على اللجنة الدائمة للإفتاء : هل يجوز أن أعمل عملا إضافي لأن راتبي لا يكفيني كمؤذن؟ ما حكم استخدام الحمامات الإفرنجية؟ ما حكم استخدام السخانات التي تعمل بالطاقة الشمسية؟ هل يجوز وضع الحناء على الشعر واليدين أيام الحيض؟ ما حكم تسمية المولود باسم أبيه ؟ ما حكم قول ( صباح الخير)؟ ما حكم جمع المرأة شعرها قرنا واحدا، أو أكثر، وسدله على الظهر، وتظفيره؟
ابتعدت الناس عن جذور الإسلام ، و اهتمت بفروع الفروع فقط . قلما من تجده يسأل مفت سؤالا عن الصلاة ، أو الزكاة ، أو إصلاح ذات البين ، بل أصبحت عقول الناس مشوشة بأسئلة تافهة . وهنا لا ألوم الناس ، بل ألوم هؤلاء المفتين وكبار علماء الإسلام – كما يدعون أنفسهم ، فهم لم يدعوا حلالا إلا وحرموه . لكن نسبة الحلال في الإسلام أكثر بكثير من الحرام وهذا ما نستخلصه من قصة آدم عندما حلل الله الأكل من كل شجر الجنة باستثناء شجرة واحدة .
لقد وقع في يدي قبل مدة كتابا يحوي أسئلة سألها الناس وأجاب عنها أحد " المشايخ " ، ومن ضمن تلك الفتاوى فتوى تنص على أن دراسة الكيمياء والفلك و الجغرافيا محرمة على النساء ! وهذه الفتوى التي تقول :"ليس لها ( أي المرأة ) أن تسمح بتصوير وجهها لا في الجواز ولا غيره. "
الإيمان بالقلب ، وأهم شيء هو النية الصالحة لأي عمل يقوم به العبد ، وأذكر هنا حديث لرسول الله : عن أبي سعيد الخدري:( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أشكالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) ، البخاري، لكن في عصرنا الحالي أصبح الإسلام بالصور والأشكال . إن أردت التدين او ادعاء التدين كل ما عليك هو أن تدع لحيتك تطول ، ثم ترتدي عمامة وثوبا أبيض قصير ، وإذا أردت أن تكون جاهزا للفتوى لوّن دائرة باللون البني في منتصف جبينك ، عندها أنت أحد من " مشايخ " الإسلام !
وقس على هذا الأمر في كل مجالات الحياة ، إن قالت إحداهن لا أريد أن أتأخر أكثر لأني لا أريد أن أفوت صلاة العشاء ، لسخروا منها وقالوا : هل تصلي وأنت لا ترتدين الحجاب ؟ الأفضل لك ألا تصلي ؛ ونسوا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه،قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟قلت: بلى يا رسول الله، قال: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد (، الترمذي ، ولم يقل أن ذلك العمود هو الحجاب !
وباسم الإسلام والتدين ، ترى العديد من الرجال والنساء ممن يحتالون على الناس ويسرقون أموالهم بالباطل وهم يرتدون تلك الملابس ، وهنا لا ألوم دولة فرنسا في منعها ارتداء النقاب . كم من امرأة منتقبة اختطفت طفلا؟ وكم من امرأة منتقبة سرقت؟ حتى أن مهنة التسول باتت خاصة بالنساء المنتقبات !
و تلك الجرائم التي باتت تزين باسم " الشرف " ، وألصقت بالإسلام . و متى كان في الإسلام ما يسمى بـ " جرائم الشرف " ؟!! كم من فتاة بريئة طاهرة قتلت باسم " جرائم الشرف " . والأدهى أن القانون لا يعاقب على تلك الجريمة ، فهي جريمة لحفظ الشرف – كما يدّعون !!! وهذا لا يمت للإسلام بأي صلة . في الإسلام لا يقتل إلا الزاني (أو الزانية ) المحصن – أي المتزوج - ، أما غير المتزوج فلا يقتل حتى وإن مارس الزنا ، قال تعالى :" الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة " ، المائدة (2).
وتعدد الزوجات ؛ حيث لم يعد يعتبر الشيخ شيخا إلا إذا كان متزوجا من اثنتين أو ثلاث أو حتى أربع . ونسوا أن الله تعالى يقول :" فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ولن تعدلوا " ، النساء (3)، وهذه الآية تحمل في مضمونها عدم الجواز بالزواج من أكثر من امرأة . ولا تاخذك الدهشة إن قلت لك أنه منذ سنة وفي إحدى المناطق التي أعرفها اتفق شيوخ المنطقة على ألا يدعوا أي امرأة في المنطقة بلا زوج ، ولذا عكفوا على الزواج بالثانية ، وفي بالهم أن هذا عمل يدعو للفخر ، فهم يحافظون بذلك على نساء قريتهم ويحموهن من العنوسة!
ولا تستغرب إن كانت نظرة العالم للمسلمين هي عبارة عن شخص متسلط يضرب زوجته ، أليس هذا ما يفعله العديد من المسلمين ؟ ويستشهدون بالآية (34) من سورة النساء ، لن أناقش محتوى هذه الآية ، لكن ألم يقل الله :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة "الأحزاب (21) ، وعن عائشة -رضي الله عنها-قالت (ما ضرب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادم إلا أن يجاهد في سبيل الله )مسلم ، وهذا يأخذنا إلى استنتاج واحد وهو أنه لا يجوز ضرب النساء أو الأطفال . وماذا عن الخدم ؟ كم قصة وقصة حزينة ومرعبة سمعناها عن خادمات كن يخدمن عند مسلمين؟ أليس الإسلام دين الرحمة ، فأين تطبيق الرحمة ؟!
ليس الخلل في تعليم الإسلام بل في سوء فهم الإسلام ، والإسلام يحتوي التطور في كل مجالات الحياة في عصر التكنولوجيا ، لكن علماء الدين يصرون على أن يعيش الناس الدين كما كان منذ 1400 سنة ، فهذا يسهل عليهم أن يعرّفوا التطور حسب مفاهيم الإسلام ، وأصبح التحريم حكم كل شيء جديد .
ويبقى السؤال الذي يلوح بالأفق متى سيتحرك علماء المسلمين ويرسموا صورة الإسلام الحقيقية ، ليحيا الناس دنياهم ودينهم معا ، أليس هذا كان هدف الله من دين الإسلام ؟
* تنويه : أسئلة الفتاوى والفتاوى مأخوذة من اللجنة الدائمة الدائمة للافتاء في بعض البلدان الاسلامية وذلك حتى لا تتم الإساءة لأي أحد ، والفتاوى التي تخص مفتي بعينه لم يتم ذكر اسمه.
فاطمه البشر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 18 / 11 / 2011 الساعة 24 : 09 PM.
|
|
|