رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
[align=right]
تفرغ الأسد / المدعوم / للصراع مع المحتل في لبنان فقواته كانت منتشرة
في وجه الإسرائيلي على طول خطوط التماس ففتح مخازن السلاح لكل من قال
أنا مقاوم وبدأت عمليات المقاومة ضد المحتل من جهة وضد القوات الفرنسية
والأمريكية من جهة ثانية ومحاربة العملاء في الداخل .. فشارون قام بتنصيب
بشير الجميل رئيسا على لبنان لكن المقاومة فجرت المبنى الذي يعقد فيه اجتماعاته
وقتل مع مساعديه ؛ وقام العدو الإسرائيلي بارتكاب مجزرة مخيمات لبنان
" صبرا وشاتيلا " التي قام بها " شارون " وذهب ضحيتها أكثر من أربعة
آلاف فلسطيني ولبناني في بضع ساعات .. المقاومة بدأت تتصاعد يوما بعد يوم
وأمريكا لم تفلح في إقناع السوريين باتفاق السابع عشر من أيار ما بين
حكومة أمين الجميّل وإسرائيل فقررت إرسال جنودها وبعض حلفائها الغربيين
الحلول مكان الإسرائيلي في بيروت .. ونزلت قوات المارينز على شاطئ بيروت
ومعها قوات بريطانية وفرنسية وايطالية ألا أن الثقل هو أمريكي كالعادة . وهو الرأس
؛ فإذا كان الخصم عملاقا ولا تستطيع منازلته جسديا وأنت تملك الإرادة لا بد لك إلا
الاستعانة ببعض الحجار لترشقها على رأسه مباشرة ، قد تصيب فيه موضعا
حساسا كالعين أو الأنف أو الجبهة فيتلهى وينسحب .. أو .. يهرب !
ففي الثامن عشر من نيسان / ابريل 1983 دوى انفجار كبير هزّ مدينة بيروت
وضواحيها .. لقد كان الأمريكي يعتقد أن الوضع قد استتب له وأن لبنان
بوجوده صار بلدا آمنا فالسفارة الأمريكية كانت في ذلك النهار تحتضن أكثر
من 17 عشر رئيس ما يسمى " المحطات المنية " العاملين في منطقة الشرق
الأوسط وكان يدير هذا الاجتماع نائب رئيس " السي أي إيه " جهاز المخابرات
الأمريكي ( البيان الأمريكي عندها قال بأنه خبير زراعي )
فهدمت السفارة المؤلفة من سبعة طبقات فوق رؤوسهم وقتل أكثر من ستين
موظفا إلى جانب مقتل رؤساء أجهزة الأمن مع مساعديهم باستثناء السفير
وفي صباح 23 تشرين / اكتوبر 1983 دوى انفجار هائل مقر وحدة
" المارينز " القوات البحرية الأمريكية فقتل على الفور 300 جندي وضابط
ورتيب في الجيش الأمريكي .. وبعد 40 ثانية دوى انفجار ثاني في مقر وحدة
المظليين الفرنسيين فقتل 60 جنديا عدا مئات الجرحى .. لقد حان موعد
القصاص ! والتفجيرات التي كانت تصيب قلب دمشق بدأت تصيب قلب المدن
الفرنسية ومطاراتها وموانئها وطالت الكثير من المدن الأوروبية الأمر الذي
دفع بالرئيس الفرنسي " فاليري جسكار ديستان " إلى إرسال مدير أمنه
إلى دمشق فقال للأسد نريد أن نتوقف فرد عليه ونحن كذلك !
أما الأمريكيين فأرسلوا وزير خارجيتهم بعد أن طرد السوريون نائبه
" فليب حبيب " على خلفية تقاريره الكاذبة فحمل معه تهديدا لدمشق
إن لم تتوقف عن إلحاق الرعب والعار بقواتها المتواجدة في بيروت .
[/align]
|