20 / 11 / 2011, 03 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
طلعت سقيرق وطني ودمي وصديق عمري الأغلى / هدى الخطيب
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/60.gif');border:6px outset black;"][cell="filter:;"][align=justify]
[align=justify]
إن القتيـل مضرجا بدموعه.... مثل القتيل مضرجا بدمائـه
المتنبي
***
بالأمس كان لي وطنٌ فسيح بفضاءاته الرحبة وثريات نجومه المتلألئة، بعنفوانه وجماله وإنسانيته الفريدة وحنانه الربيعي الذي كان باستطاعته أن يحيل جبال الثلج الكندي في منفاي إلى مروج خضراء وبساتين مزهرة مثمرة...
بزهره وحبقه وعطره وثماره، ببلابله وعصافيره وفراشه ونحله وعسله، بأنهاره وينابيعه...
بإنسانه الاستثنائي في كل شيء، بطهارته وطفولته الأزلية النقية، بإبداعه وفكره وذكاءه الوقاد، بقيمه الراسخة ومبادئه الثابتة، بنبله وكرمه ومحبته...
وطني طلعت سقيرق
قالوا عنه غابَ
قالوا رحل ولن يعود والحياة ستخلو من طلعت!
قالوا أني لن أسمع صوته الحنون الدافئ بعد الآن ورنة ضحكته
قالوا حين أحزن وحين أتعب وحين أغضب أو أحبط لن أجد طلعت يطبطب على جراحي ويهون عليّ شقاء الحياة، كما اعتدت واعتاد كل من حوله في أن يرمي عليه أحماله حتى اعتبرناه جميعنا جبل صلب لا يتعب، نستند إليه ويحتوينا بقلبه الكبير المتعب....
طلعت سقيرق عندي دنيا بكل ما فيها وكل الدنيا لو اجتمعت في إنسان لا يمكن أن تعوضني عن طلعت
وشهادتي في طلعت ستكون شهادة دقيقة فمن يعرف الإنسان أكثر من أهله وأقاربه وتجري دمائه في عروقهم خصوصاً حين يزيد انصهارهم به محبة وفهماً له ولدقائقه، واني اقتربت من طلعت واقترب مني حتى بتنا لا نميز بين أنا وهو وأصبحت ذاتي في ذاته ذات وذاته في ذاتي
لي أن ادعي أني من أكثر الناس فهماً لطلعت وقرباً منه، ومثلي يشهد
ولي أن أدعي أن مصابي الأليم لم يترك لي نعمة في أنفاسي القادمة وحتى تفرغ وتنتهي غير نعمة الحديث والكتابة عنه...
فحزني ليس حزناً آنياً تشفي جراحه الأيام ولا فجيعتي مرحلية، إنه الرحيل الذي شكل مفرقاً ثانياً موجعاً في حياتي، وإذا كان الأول فقداني لأبي كنت فيه طفلة صغيرة جداً لا تعي، فأنا الآن كبيرة بالقدر الذي أتجرع فيه آلام الأحزان ومرارة الفراق كما يتجرعها الكبار والصغار معاً ، الكبار بتقدير حجم الفقد والتسليم والصغار بجرح الروح ورفض العقل للواقع الأليم....
طعنة نجلاء وخنجر مسموم غرس في أضلعي سأظل أتلوى من آلامه حتى ينتهي عدد الأنفاس المقسومة لي فأستكين وأهدأ الهدوء الأخير
طلعت سقيرق وطني وأهلي وأغلى الناس وروح عزيزة جداً تسكنني
بعد مراسم حفل التأبين وكتاب الرثاء وتجهيز موقع أعماله على سيرفر نور الأدب، سأبدأ من هنا وأكتب شهادتي في هذا الغالي الاستثنائي جداً إبداعياً وإنسانياً، أكتبها للإنسانية عن النقاء والصفاء والنبل والطهارة والقيّم
طلعت سقيرق رجل والرجال قليل وإنسان نبيل ومبدع مدهش... استثنائي جداً طلعت وأتمنى أن يعرف الناس إنسانيته كما أعرفها ويعرفها من اقترب منه وعرف حد الدهشة روعة هذا الإنسان الذي يبدو وكأنه أتى ضيفاً من زمن آخر أكثر صفاء ونقاء وعطاء وترفع عن الصغائر وإنسانية من زمننا هذا...
بكل آلام الفقد ومرارة الفجيعة سأكتب
هدى الخطيب
ابنة خاله وصديقته وشريكة وشاهدة سنوات طوال في رحلة إبداعه الكبير وإنسانيته البديعة [/align][/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|