عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 04 / 2008, 45 : 03 PM   رقم المشاركة : [3]
هشام البرجاوي
ضيف
 


رد: العرب والأقليات العرقية والدينية في الوطن العربي

السنة و الشيعة؟
[align=justify]
هذا هو الموضوع الشائك و المصيري في المنطقة العربية، إنه يتوعد بالتمزيق و تأسيس الدولة العربية على قواعد التمايز العرقي و الديني و المذهبي. كل أنواع الصراع متجمعة في الوطن العربي، إذ أن داخل الصراع البارز صراعات جزئية لا تقل خطورة عنه. و بالعودة إلى التاريخ، فإننا نستشف أن الإلتهابات الضمنوعية أو في إطار نفس الديانة، انطلقت مع احتراب علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان على السلطة. لم يكن احترابا من أجل إنقاذ الإمامة من الإلتصاق بعائلة واحدة و تدمير السمة الكونية للإسلام، فقد أورث معاوية بن أبي سفيان الحكم للإراد عائلته مثلما كان يريد علي بن أبي طالب و أنصاره. و يرى العديد من فقهاء و مثقفي الشيعة أن طائفتهم تعرضت للأقصاء منذ سقوط حكم علي بن أبي طالب، و لم تجد التأييد إلا عند الدولة الصفوية في إيران، و التي حاربت العثمانيين في مناسبات كثيرة بذريعة حماية الشيعة من الإقصاء السني العثماني. و قد تعاطف السنة مع السلطة العثمانية. يجدر بنا أن نلاحظ (أن نتحلى بجرأة الملاحظة في الحقيقة) أن الوحدة السنية الشيعية في العراق ظهرت أمام الإحتلال البريطاني، فيما ظل الصفويون و العثمانيون يتقاسمون بنسب متفاوتة و غير مستقرة السيادة على الأراضي العراقية وفق التوزع الطائفي.

على العكس مما يوحي به التحليل السابق، و إثر الغزو الأمريكي للعراق، لم يتآلف العراقيون بكل أطيافهم سوى لمدة معرفتهم باستمرار صدام حسين رئيسا للعراق، و بينما تحمس جزء من الشعب للإطاحة بتمثال ساحة الفردوس و استقبال القوات الأمريكية، هتف جزء آخر بحياة الرئيس الذي كان يقوم بجولة الوداع في حي الأعظمية، و قبل أن يؤؤول القرار إلى العمائم السوداء و المثقفين المؤيدين للإحتلال، شارك الشيعة و السنة و الكرد في الهتاف بحياة صدام حسين.

بعد التأكد من رحيل نظام الشمولية الوطنية، تسربت العمائم السوداء إلى العراق لتأمر الشيعة بعدم اعتراض تقدم الأمريكيين نحو العاصمة بغداد. و تفاقمت رداءة الوضع عقب استهداف منظومة قيم المجتمع العراقي بادخال الحركات المهدوية و المخدرات و انشاء مليلشيات فئوية تطبق أوامر قم و واشنطن. و فيما يلتقي الإيرانيون و الأمريكيون دوريا لتباحث مكاسبهم المشتركة في العراق، تتناحر الميليشيات الشيعية في الجنوب تنفيذا لخطة اضطهاد صوت العشائر الشيعية العربية التي تنادي بالتصدي للنفوذ الإيراني و تحصين الوحدة العراقية
[/align]
الأستاذة هدى أتوقف هنا، و ستكون مداخلتي القادمة حول القضية الأمازيغية
  رد مع اقتباس