| 
				
				الأم والنخلة ..!!
			 
 
 
 الأم والنخلة
 /
 مصطفى السنجاري
 
 
 النخلةُ أمٌّ عربيّةْ=حيّوها بالصَّبرِ نَديّةْ
 تركوها في البيدِ تُعاني=قسوةَ وحدتها العربيةْ
 فامتلأت بالملحِ حشاها=وجنوا الأرطابَ هديّةْ
 ليسَ كمثلِ النخلِ عطاءً=ليسَ كمثل النخلِ سَخيّةْ
 قامتُها عنوانُ شموخٍ=ما اهتَمَّتْ والريحُ عتيَّةْ
 عمَّتُنا النخلةُ خالَتُنا=مُتْرَعَةٌ بالزَّهوِ أبِيّةْ
 سيُغادِرُنا كُلُّ بَهاءٍ=إنْ لَمْ تَكُ كالشّمسِ بَهِيَّةْ
 فلها مِنّا ألفُ سَلامٍ=ولَها منّا ألفُ تَحيّةْ
 نِيَّتُها أنْ تُصْبِحَ أُمّاً=كَمْ قَتَلَتْ صاحِبَها النيّةْ
 طيبَةُ حَمَلٍ وَوداعَتُهُ=كَمْ فَتَحَتْ في الذِّئْبِ شَهيّةْ
 ما رحمتْ يوما صاحبَها=في مخلوقٍ حُسْنُ طوِيّةْ
 ما أقسى كونَكِ عالمةً=تحيا في زمنِ الأميّةْ
 ما أقسى أنْ تُصبح أمّا=في زمن الديمقراطيّةْ
 كلٌّ بمصالِحه لاهٍ=والمستقبلِ إلاّ هِيّهْ
 تحتَرقُ كشمعَةِ سكّيرٍ=لنفوسٍ عنها مَلْهيّةْ
 ما نسِيَتْ أبناها يَوماً=كيفَ تكونُ هي المنسِيّةْ
 يُؤْسِفُنا .. أنَّكِ مدرسةٌ=منكِ أخذْنا الخلدونيّةْ
 وتجاهلناكِ وأنتِ سناً=في زهوِ بهانا مخفيّةْ
 
 
 
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |