[فهيم رياض]

مرجوعة قرية ريفية صغيرة وفقيرة كفقر أهلها
من أهم رجالها : إمام المسجد ومدرس للتلاميذ
بالقسم الإبتدائي الوحيد والحاج موسى الممارس
الوحيد للتجارة المتعددة بمحله الذي يتوسط القرية.
ذات يوم اشترى عمي سليمان من الحاج موسى
ثلاثة كيلوغرامات من مادة الدقيق الأبيض ( الفرينة )
على الحساب ( دفع مؤجل ) .
أخرج الحاج موسى سجله وقيد فيه عملية الشراء هذه .
لما فتح الله على عمي سليمان بعد مرور شهر ، قدم
إلى مورده الوحيد بعد صلاة المغرب ليدفع ما عليه .
فرح التاجر فرحا شديدا بالإيراد الذي سيدخل خزينته
رغم بساطته لحاجته الماسة للسيولة . لكن لما فتح
سجل الديون وجد العبارة التالية فقط مكتوبة : سليمان
كليلوغرامات دقيق .
نسي سليمان وموسى العدد الحقيقي للكليوغرامات
المشتراة ، واحتار الإثنان في إيجاد حل لهذه المعضلة
رغم حسن نيتيهما ، ولم يجدا أمامهما إلا الإستعانة
بإمام المسجد ومدرس القرية للفصل في هذا الأمر
المحير .
تداول الإثنان في شأن ما عرض عليهما ، إلى غاية
آذان العشاء ، فوجدا في ذلك فرصة سانحة للإستراحة
والتفكير والإستعانة بالله .
بعد الصلاة إلتقى الإمام بالمعلم وقال له : لقد وجدتها .
ورد عليه الآخر : وأنا كذلك وجدتها .
الإمام : هل غصت ؟
المدرس : نعم غصت .. وأردف : أنا البحر في أحشاءه
الدر كامن ....
ترى ، كيف استطاع الإمام والمعلم حل هذه المشكلة المحيرة ؟