رد: سوريا وأزمة أعداء النظام !
ما العمل إذن ؟!
كيف ستخرج سوريا كبلد من هذا المأزق ، وما هو أفق الحلّ الموعود في
ظلّ نظام متهم بقتل الناس ، وفي ظلّ معارضة لا تتمتع بتأييد واسع ..
لا بل في ظلّ معارضة يتهم بعضها البعض بالتآمر والعمالة وقصر النظر والشحاتة ؟!
فالنظام كما توقعت – لأني أعلم تركيبته – منذ البداية بانه نظام راسخ الجذور
وما زالت في يده اوراقا لم يستخدمها بعد – واعذروني ، وربما كانت ثقيلة
على مسامعكم أن تسمعوا مني قول : بأنه لم يستخدم العنف والقوة بعد !
وعندما أتحدث في هذا المنطق لا أقع تحت أي تأثير " ديماغوجي "
ولا أخضع لأي إرهاب فكري إعلامي أو رأي مخالف أحترمه ولكن لا يغير
من هذه الحقيقة مهما كانت مرّة بالنسبة إلى البعض .
________________________________________
يقول صديقي : من حق أي إنسان أن يحلم بالتغيير ، ومن حقه أيضا أن يخاف
وهو يشاهد نظام يردد روايته التي لم تتغير منذ بداية الأزمة ، ويسمع
المعارضون وهم يرددون منذ الشهر الأول بأن أيام النظام باتت معدودة !
ولم يصْدقوا يوما في كل ما قالوه لأنهم عاجزون فلا قاعدة جماهيرية
لديهم بدليل أنهم يستقتلون من أجل تدخل الأجنبي ليساعدهم في الاستيلاء
على السلطة حتى لو دمروا البلاد والعباد ، فالنظام على ما يقولون هو من
فولاذ وشرّ ؛ فهو من يحيك المؤامرات ، ويقتل ، ويذبح ، ويخرب في لبنان
وفي فلسطين وفي العراق وفي جميع ديار العرب والعجم !!
( يبدو إني سأحب النظام فأنا أميل إلى الأقوياء )
ما العمل إذن ؟!
ذهبوا لمجلس الأمن فحصل النظام هناك على اعتراض موسكو وبكين
من أجل عدم صدور بيان إدانة فقط فكيف بتدخل عسكري !
حاولوا استجرار تركيا عسكريا فعارض عسكريو تركيا هذا الخيار الغير
مضمون ؛ قالوا بالمراقبين العرب ، فشهد المراقبون بأن النظام يقتل
وكذلك همّ ؛ وكانت تلك أول إشارة للمسلحين .
أصدرت الحكومة في أقل من ثلاثة أشهر عفوين عن معظم حتى الذين
احرقوا أبنية المؤسسات العامة ، وقالت لا أريد الانتقام ؛ فرفضت معارضة
الخارج وحرضت الشارع على معارضة الداخل " الجبانة " !
أقرت الحكومة برنامج إصلاحي عصري ومتطور - شخصيا لم أكن
لأتوقع ذلك - ودعت للحوار مع كل أطياف المعارضة الوطنية فردوا
بزيادة اعمالهم الإجرامية ، وزادت عصاباتهم المسلحة من عمليات
القتل والنسف والتفجير وقتل رجال الأمن والجيش وحفظ النظام وتجاوز
عدد القتلى في صفوفهم الألفين عنصر ورفعوا شعارات صاروا أسرى
لهذه الشعارات ليس فقط إسقاط النظام بل إعدام الرئيس وزمرته الحاكمة
كما يقولون ن وسوريا كما أخبرتكم لا يحمها فقط شخص الرئيس
إنما هنالك أكثر من عشرين ألف شخص هم من يصنعون قرار سوريا
الاستراتيجي فكيف ستنتهي هذه المهزلة ، مهزلة شعاراتهم الفارغة ؟!
لو كنت مكان المعارضين اليوم وسمعت خارطة الطريق التي رسمها
الرئيس الأسد لعملية الإصلاح وكنت حرا في قراري كنت ألاقيه في
منتصف الطريق ، ولا أدفع بالطبّالين بعد أقل من ساعة واحدة ليشتموا
ويصرخوا على شاشات التلفزة ويعودون إلى اجترار نفس الشعارات
ويحرضون الناس على حمل السلاح والقتل تحت يافطة " السلمية "
والتي لم تعد تُقنع حتى حلفاءهم بعدما صار إجرامهم لا يميز ما بين
النظام والناس عندما زرعوا عبواتهم التي تدمر المصالح والرزاق
والأرواح فهل يُعقل أن يقموا بحرق ما يزيد عن الألف مدرسة وان
يدمروا آلاف المنازل ويهجروا منها آلاف العائلات ثم يتهمون النظام بفعل كل شيء !
ما العمل إذن ؟!
" اللي طلَّعْ الحمار إلى المئذنة باستطاعته إنزاله " يقول صديقي .
من شحن الناس بالحقد والبغضاء عليه أن يوقف ذلك ، من يحتضن في
سفاراته العملاء والجواسيس عليه أن يقلع عن دعم التخريب ، من فتح
خزائنه وقنواته ليحقق مكسبا سياسيا لدوره الصغير ، فليقنع بأن العصفور
لن يصير صقرا ، ولن تجعله أكبر من حجمه ، ومن لا يخاف الله في دمّ الناس
عليه أن يحسب حساب الآخرة ، عندها وعندها فقط ستهدأ الأمور في سوريا
ولننتظر قليلا ماذا سينجز النظام حيث سيكشف للعالم صدقه من كذبه نيته
في الإصلاح أم خداعه لشعبه !
اعتَرِفْ . يقول صديقي : أن الأسد اليوم كان صريحا وحادّا في خطابه بالنسبة
إلى الجامعة العربية ومعظم دولها ، ولكنه كان ضرورة شعبية ، فالوضع النفسي
لمعظم السوريين بالنسبة إلى العرب كان يائسا .. وقد ذكّرني بقوله لي كما
ذكرت هنا ، بأن المجتمع السوري بمعظمه ذاهب نحو " السورنة "
نحو الكفر بالعروبة ، ولهذا شدد الأسد على أهمية العروبة حين قال "
إذا كان بعض العرب قد جمّد عضوية سوريا ليعزلها عن عروبتها فإنما
هم عزلوا أنفسهم عن العروبة ولا يمكن لسوريا إلا ان تكون قلبها النابض "
اعتَرِفْ . بأن الأسد قد قطع شعرة معاوية بالنسبة إلى كثير من النظم العربية
ولكنه كان ردا على من يريد قطع رأسه !
ما العمل إذن ؟!
لم يعد هناك من حلّ عربي ! انتهى الدور العربي تماما عبر الجامعة العربية
وبدا لي بأن النظام سيستعيد المبادرة ويقوم بالسيطرة الأمنية على الأحياء
التي تتمترس فيها المعارضة المسلحة بعد سلسلة الجرائم التي قامت فيها
والنظام يعلم ما هو حجم الفارين من الجيش والذين ترتكب الجماعات المسلحة
باسمهم الجرائم تحت مسمى " الجيش السوري الحرّ "
لا وجود لهذا الجيش إلا في الإعلام .. فرئيسه " الأسعد " يقبع في فندق
في إحدى المدن التركية والأمن التركي قائم على حمايته الشخصية ، وكلما
احتاجوا إلى تغطية في ارتكاب جريمة " فتحوا " فاه ليتحف مستمعيه
بتهديد اجوف .. فساعة الحسم الأمني قد اقتربت كما يتوقع صديقي !
وبذا تكون معارضة اسطنبول " المجلس الوطني " قد قضت بالفعل على
الحراك السلمي للمعارضة الوطنية فبالأمس تماما وعلى إحدى القنوات
قال " هيثم المناع " وهو رئيس " لجان التنسيق " المعارضة حين
سأل عن تشتت المعارضة قال : جماعة اسطنبول أصفهم بالشحاتين والعملاء
وهم سينفجرون من داخلهم وسوف تصيب شظاياهم " الثورة " ذاتها
لأنهم يستنجدون بالغرب وهو ليس جمعية خيرية وذكرهم بما فعل
" الناتو " في ليبيا 52 ألف قتيل و 300 ألف جريح ، وهي تُسرق ا
لآن فأين الثوار ؟ "
وها هي اليوم أصوات جماعة اسطنبول يتهمون جماعة " لجان التنسيق "
ورئيسها هيثم مناع بأنهم " أحذية في أرجل النظام " !
ما العمل إذن ؟! سألت صديقي فقال : الحلّ دولي .
سألته : كيف ؟ قال غدا أجيبك !
|