|  26 / 01 / 2012, 20 : 03 AM | رقم المشاركة : [1] | 
	| أديب وقاص معروف ومتميز حاصل على عدد من الجوائز  (انتقل إلى رحمة الله) 
 | 
				
				نزوة أمير - قصة  نزار ب. الزين
			 
 [B] نزوة أمير
 قصة   قصيرة :  نزار  ب.  الزين *
 *****
 [/B]
              كانت  تبكي  بحرقة  بينما  كانت  تخاطب  ( أم  نائل ) بصوتٍ  متقطعٍ  كسيرٍ  حزين :
 - لم  أفعل  ما  يسيئه  ...
 لقد  أحببته  بكل  جوارحي ....
 و لم  يكتم  عني  حبه  ....
 أيامي   معه  – حتى  الأمس – كانت  كلها  عسل ...
 أمس  بالذات : كان  يناديني ( يا  حلوتي )
 فكيف  تريدنني أن  أصدقك  يا  أم  نائل ؟
 لعلك  تمازحينني  يا  أم  نائل   ؟!
 
 *****
 بدأت  القصة  قبل  شهر  تقريبا ..
 دخلت  أم  نائل  حياتهما  فجأة ...
 كانتا  قد  ودعتا  الأب  و الزوج  الراحل ..
 و استمترا  تجتران  أحزانهما  إلى  أن  قرعت  أم  نائل  الباب  ،  فحولت  أحزانهما إلى  أفراح..
 " سمع  الأمير  بجمال  ابنتك "  قالت  للوالدة  بهدوء  المتمرس !
 و لكن  المفاجأة  صعقتهما .
 - "الأمير  يطلب  يد  ابنتي ،  أنا  ؟!!! "
 سألتها  مشدوهة ، ثم  أضافت و هي  في  أقصى  حالات  الإنفعال :
 " و  من  نحن  حتى  يناسبنا  الأمير ؟ "
 " أخشى أنك  قرعت  الباب  الخطأ  يا  سيدة ! "
 و لكن  أم  نائل  أكدت  لهما ، أن  الأمر حقيقة  و ليس  وهما  و لا  حلماً..
 و بدأت  على  الفور  في  بحث  ترتيبات  الزواج ، قبل  أن  تتلقى  إجابتهما ...
 و تنجرُّ  الأم  في  حديث  الترتيبات  و كأنها  مُنَوَّمة !
 و يرقص  قلب  الفتاة  فرحا !
 فلطالما  فتنتها  قصة  ساندريلا ..
 و هاهي  تصبح  ساندريلا  حقيقية ، بلا  مؤامرات  أو  دسائس  أو  ساحرات !
 
 *****
 و في  ضاحية  بعيدة
 و في  دارة*  أحاط  بها  رجال  الأمن ...
 يستقبلهن  ضابط  كبير ، و ينحني  لهن  احتراما ، عندما  يتأكد  من  هويتهن ...
 كن  ثلاثا ، العروس  و أمها   و السيدة  أم  نائل  !
 يدخلن  الدارة ..
 يبهرهما - العروس و أمها  - زخارفها  و أثاثها ...
 يستقبلهما  طباخ  و خادمتان   شرقيو   الملامح ...
 يدخل  بعد  دقائق  مُلاّ  ( رجل  دين ) مهيب  الطلعة ..
 يتبعه  بعد  دقائق  أخرى ،  رجلان  يحملان  طرفي عباءتيهما  المطرزتين  بخيوط الذهب ..
 يحييان  الشيخ   الوقور  بحك  الأنوف .
 
 *****
 تشعران  بحركة  غير عادية  خارج  الدارة..
 ثم  حركة  غير  عادية  داخلها ..
 ثم  يقف  الجميع  إجلالاَ !
 إنه  الأمير !!!!
 *****
 ينادي  المُلا * والدة  العروس :
 - أنت  وكيلة  العروس ؟
 و دون  إنتظار إجابتها  استمر  يقول :
 - في  بعض  الظروف  يمكن  للوالدة  أن  تكون  وكيلة  ابنتها ، رددي    معي   ( يا حرمة ) .....
 ثم  أخذت  تردد  ما  يقوله  المُلا   كالببغاء ..
 و قام  الآخران  بالتوقيع  كشاهدين  و كأنهما  رجلان  آليّان ..
 " مبروك .. مبروك ..يا  طويل  العمر  "
 ثم  انصرف  المُلا ...
 و  انصرف  الشاهدان ...
 ثم  انصرفت  أم  نائل  و هي  تجرُّ  أم  العروس ، جرّاً .
 
 *****
 أضافت  أم  نائل  بعد  أن  هدأ  نحيب  الفتاة ...
 " لا تحزني  يا  بنية ، فأميرنا  لن  يغبنك  حقوقك ، إنه  أمير عادل  و  من  عشاق العدالة  ااا المطلقة  "..
 ثم  أكملت  و  كأنها  تسرد  من  كتاب  حفظت  فصوله  جيدا :
 " قبل  كل  شيء عليك  أن  تلتزمي  بالعدة "
 " إن  تبين  أثناءها  أنك  حامل ، فستكون  لطفلك  نفقة  حتى  آخر  العمر ، كأي  من أفراد  العائلة  الأميرية  "
 " و إن  لم  يتبين  ذلك ، فلك  الحق  بالبقاء  في هذه  الدارة  مدة  العدة  كلها (!) "
 " ثم  سيمنحك  الأمير  مبلغا  من  المال  يكفيك  للعيش  الكريم  مدى  الحياة ."
 "و انتبهي  جيدا  للتالي :  إذا  أنجبت  له ، لا  يحق  لك  الزواج  ثانية  على  الإطلاق ؛ أما  إذا  لم  تنجبي  فلك  الحق  بالزواج  و لكن  بعد  سنتين .."
 و لكن  الفتاة  أجابتها  و هي  تشرق  بدموعها :
 -  " و لكنني  لم  أفعل  ما  يكدره  "
 " لقد  أحببته  بكل  جوارحي "
 "  و لم  يكتم  عني  حبه "
 " و حتى  الأمس   كان  يناديني ( يا  حلوتي  ) "
 "  لم  أفكر  قط  بالمال "
 " لم  افكر  إلا  بحبه و كيف  أرضيه !!! "
 " فكيف  أهون  عليه ؟ .. "
 -  يا بنية ، أنتِ  لم  تستوعبي  الأمر  بعد !
 أجابتها  أم  نائل  بلطف  متناهٍ ؛ ثم  أكملت  و هي  تربت  على  كتفها  مهدئة  :
 - " تلك  هي  مستلزمات  الإمارة  يا  بنية "
 " المسؤوليات  الهائلة  الملقاة  على  كاهل  الأمير  تجعله  بحاجة  دائمة  للترفيه "
 " فكل  أسبوع  له  زواج  جديد "
 " و كل  يوم  يتلقى من  وجهاء  البلد و شيوخ  العشائر – الذين  يدركون  جيدا إحتياجاته – يتلقى  منهم  عرائض   يرجونه  فيها  أن  يشرفهم  بقبول  بناتهم  زوجات
 له ! "
 " إنها  طبيعة  الأمراء  في  كل  زمان  و مكان "
 " ألم  تسمعي  بحريم  و جواري  هارون  الرشيد و غيره  من  الخلفاء ؟ "
 " ألم  تقرئي  روايات  ألف  ليلة  و  ليلة  قط ؟ "
 " أجساد  الأمراء - يا  بنيّة - بحاجة  لحب  متجدد  تقدمه  العذارى"
 ----------------------
 * المُلاّ : رجل  دين
 *الدارة  :  الفيلا
 -----------------------------------
 *نزار  بهاء  الدين  الزين
 سوري  مغترب
 عضو  إتحاد  كتاب  الأنترنيت  العرب
 الموقع :  www.FreeArabi.com
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 | 
    |  | 
	|   |   |