تُلْبِسُنِي الأرزاء قدري
فَأكَفْكِفُ وَيْلَ ذموعي
المُشْبَعَةِ بِنَحِيبِ الماء و الملح
فَلِمَ كنزُ بُؤْرَةِ الروح يباغتني !
وأنا الذي بصدفة العُري
كانت حمرة الأقحوان تناجيني
تطرز لي حَفَاوَةَ عشقها
وتَزُجّ بي في كَوْنِ العصاة
عار من جلدي و مني
من رفقة الأحاسيس الجافة
ومن شَفَاعَة أحلامٍ جوفاء
زغردت لِمَقْدَمِهَا العوانس
فهل تذكرين يا شعاب الأماني
أين تركت مكاني الظليل؟
و أين فاتحت وجه الأسرار بسؤالي؟
فأنا عصيب علي مآل الندى
وقد كان بالأمس من أناملي يَنِزّ
ينسكب من شرفات
منفتحة على المدى
يهطل كما بَرَدِ السنين
على صفحات وجهي المتصقع
فيمسح الغبار عن ظلي
ويتوج بعشقه المُتَنَدّي
شَيْبَ شِعْرِي المحزون
خطوط الزمن الغائرة
على تجاعيد همومي
و أشفار وحدة عيوني،
فهل تنكر ياصفري
المعذب بين الأرقام
أنك أشْهَرْتَ فراغك وقتا
يَعُمّ رُكُونَ أشجاني،
بالأمس نَسَيْتَ عصاتي
وراء القطيع شاردة
تسوق النار و الأحجار
و اليوم تعبثُ أمام أرقام زِئْبَقِيّة
وأنا مَشْدُوهٌ بخيبتك
أضرب بِغِلْظَةِ السّوْطِ المُبَاح
آخِرَ أرقامي العَصِيبَة
وأجَفِّفُ عن حروف اسمي
بُقَعَ الزيت و الماء.
10-18/6/2002