هذه مجموعة رسائل للدكتورة سحر عبد القوى من مصر وهى أديبة تكتب القصة القصيرة والشعر وفن الرسالة الأدبية بشكل متميز وقد طلبت منها أن تكون معنا هنا وها أنا أنشر لها رسالة من رسئلها الجميلة
رسالة إلي حبيبي ....من سلسلة رسائل لم تصل إليه
________________________________________
تحيتي يا رجُلي الأوحد...تحية دائمة لا يحدها زمان أو مكان...لأنني لا أعرف الآن أي تحية أستعملها....تحية صباح لم يبدأ....أم تحية مساء لم تنجلي ظلمته من السماء.....هل أحييك تحية الحب....أم تحية الشوق...أم تحية العذاب....أم تحية الخوف....أم تحية كل شىء يجمعه حبنا الذي يضم كل المتناقضات تحت جناحه....
هل سمعت يا سيد القلب يوما عن حجافل الشوق وجيوش الحنين الجرارة التي لا تنكسر لها راية....؟دعني أكلمك عنها قليلا لأنها تجتاحني اللحظة...
فعندما أكون في قمة انشغالى بأمور هامة... ويباغتني شعور بالفقد...والاحتياج ...و فجأة تغرق عيناي بالدموع ....فجأة أشعر أن المسافة بينى وبينك تمددت إلي ما لا نهاية....واتسعت....استحالت بحرا...محيطا....استحالت دوامة....تبتلعني.... أغرق....أغرق دونما أمواج....
عندما يذكرني الصمت بك....ويتواطأ معك....فيكرر في صمته صوتك....مستغلا احتياجي لنبرة منك...لكلمة منك....لهمسة منك....أو لنفس من أنفاسك دون صوت.....صوتك الذي يحيل ليلي الصامت كرنفالا عشقيا صاخبا....
صوتك طائرة....نعم طائرة....تحملني إليك....تضعني داخل عالمك...صوتك جناحا عصفور أخضر...يأخذني لنافذة أطل بها من عينيك علي دنياك التي تستحوذ عليك دوني....
صوتك معجزة تستنطق الجوامد....تدفع الحرارة للهاتف ...تحيل الأشياء إلي كائنات نابضة بالحب....أنه يستنطق كريات الدم في شريانى...هو ذلك الخليج الذي ترسو على شاطئه سفني إلي جوار سفنك هنيهة قبل الإبحار من جديد.....
إن حنينا كهذا يورث هزيمة بدون قتال....إنى انهزم لأجلك دونما مقاومة....إني أختار خلود المهزومين بحبك...لكني خائفة جدا....لأني أحبك...أحبك حد الخوف....الخوف من غد قد لا يحمل لى صوتك...من لهفة يدركها الواقع ...فيخنقها بالممكن واللاممكن....إنى خائفة في حبك...لكن الخوف بحبك أفضل عندي من موت حتمي يلحقه فقدك...سأظل أحبك رغم الخوف...