| 
				
				وهم  راحة
			 
 انها لنعمة أن ننا م .. ونعمة أكبر أن نمسي أحجارا !زوجتي الحبيبة :
 دعيني أرتاح . أغمض عيني المنهكتين ، وأنام !
 اتركيني ، وحدي ، بعيدا عن الوجوه والذكريات وجميع الأفكار ! أهدأ للحظة ، أصمت للحظة ، أترك قيدي
 وألمي وزمني ، وأنسى جرحي وقلقي وأرقي !
 الغ العالم مني ، صخب العالم مني ، ألوان العالم مني ، علاقات الناس مني. وحوِليني صفرا ، عدما ، فراغا ، ذرة تدور وتدور دونما تدبير واع أو إرادة !
 لقد قلت لي إنني عذابك وقهرك وجرحك ! فهل تعلمين أنك عذابي وقهري وجرحي ؟!
 قولي لي من أكون ، ومن تكونين ؟ وماذا أريد ، وماذا تريدين ؟ ولماذا أريد ، ولماذا تريدين ؟ وما غايتنا في هذا الغمار المتلاطم من الدوامات والجراح ؟
 قولي لي ما الحب ، وشكله ، وطريقته ، ومفهومه ؟ وما هو الرباط  الزوجي ، وأسسه ، ومبادؤه ، ومظاهره ؟
 وماالزمن ، والماضي ، والمستقبل ؟ وما الرؤى والأحلام ؟ ثم ما الفرق بين المنى والوهم والحقيقة ؟!
 صرخت ، بح صوتي . بكيت ، جف دمعي . نزفت ، نضب دمي . كتبت ، بارت كلماتي ! وأنت صامتة .. صامتة !
 لقد مللت ، بل ضجرت ، بل تفتت ! وأحب في النهاية أن أ نام ! أغمض عيني المنهكتين وأنام !
 زوجتي :
 لا أريد منك شيئا ، ولن أطالبك بأي شئ ! فقط دعيني أرتاح ! أغمض عيني المنهكتين وأنام !
 5 / 8 / 1986م
 
 
 
 
 
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |