[هدى نورالدين الخطيب]

[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/187.gif');"][cell="filter:;"][align=right]
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى كافة الأنبياء والمرسلين ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
السيدات والسادة أعضاء وزوار منتديات نور الأدب الكرام
تعرفت على الحجامة مبكراً وقمت بدراستها في لبنان أولاً من خلال طبيب آمن بهاومارسها بتقنية عالية و وسعت الدائرة متواصلة مع أطباء من دمشق وأخصائية مصرية ثم أكملت دراستها من ضمن دورات دراسية لأنواع من الطب البديل على الطريقة الصينية في كلية متخصصة بهذا النوع في كندا.
ونحن الآن في موسم الحجامة..
بادئاً كنت محتارة أين أضع ملف الحجامة أفي منتدى الطب النبوي وهو كذلك أو منتدى الطب البديل وهو كذلك أيضاً لكني ارتأيت أخيراً أن أضعه في ملف الطب النبوي وأشير إليه في منتدى الطب البديل.

الحجامة سنة نبوية:
روي أن إعرابياً من بني فزارة دخل على النبي الحبيب صلى الله عليه وسلّم وإذا بحجَّام يحجمه بمحاجم ( كؤوس الحجامة) ثم شرطه بشفرة. فقال الرجل: ما هذا يا رسول الله؟. لمَ تدع الحجَّام يصنع بك هذا؟. فقال صلى الله عليه وسلّم: " الحجم خير ما تداويتم به".
وأضاف صلى الله عليه وسلّم يوسع من حوله شرحاً وتفصيلات يفيض عليهم من فضله: " إن حوض المياه الذي لا يُدَّل ماؤه يصبح آسناً نتناً ( مليئاً بالميكروبات ) وهكذا الدم الذي لم يُحجم، وأخذ صلى الله عليه وسلم يتصدّى لشروح كثيرة عن فضل الحجامة.

تعريف الحجامة:
كلمة الحجامة مأخوذة من حجم وحجَّم ( أي أعاده إلى حجمه الطبيعي) ومختصراً من احتجم تحجم الأمراض من التعرض له.
وبالحجامة يكون إعادة الدم إلى نصابه الطبيعي وتنشيط الدورة الدموية، وإزالة ما ازداد من الفاسد ( الهرِم) من الدم الذي عجز الجسم عن التخلص منه من توالف دموية وشوائب وسواها في أوانها مما يعد بهذه النعمة علاجاً و وقاية، لأنه إذا ما ازدادت الكريات الهرمة سببت عرقلة عامة لسريان الدم في الجسم تتمركز في الظهر فإذا ما ازدادت سببت عرقلة عامة لسريان الدم في الجسم وأدى ذلك إلى شبه شلل بعمل الكريات الفتية وبالتالي أصبح الجسم بضعفه عرضة وفريسة سهلة للأمراض وتراكم الشوائب والسدود ، فإذا احتجم أعاد الدم إلى نصابه وأزال الفاسد ( الدم الفاسد: الكريات الهرمة والشاذة وشوائب الدم) منه وزال الضغط عن الجسم فاندفع الدم النقي العامل من الكريات الحمراء الفتية ليغذي الخلايا والأعضاء كلها ويزيل الرواسب الضارة والأذى من الفضلات وغاز الفحم والبولة وغير ذلك فينشط الجسم وتزول الأمراض.
والحقيقة أن الحجامة معجزة في منظور الاختبارات الطبية الجديدة.

أولاً كأس الحجامة ( كاسات الهواء):
هي كؤوس صغيرة الحجم مصنوعة من الزجاج ذات بطن منتفخ ثم عنق متطاول قليلاً بقطر أصغر من البطن ينتهي بفتحة مستديرة منتظمة.
قديماً كانت هذه الكؤوس متخذة من القرون المجوفة لبعض الحيوانات أو مصنوعة من عيدان النباتات الصلبة المجوفة مثل أغصان خشب البامبو ( عند أهل الصين)، وقد تطورت فيما بعد إلى كؤوس مصنوعة من الزجاج اليدوي لسهولة تنظيفها وتعقيمها وشفافيتها التي تسمح للحجَّام رؤية الدماء المستخرجة من المحجوم، وفي السنوات الأخيرة قام الصينيون بتطويرها تقنياً دون الحاجة لإشعال قمع ورقي.

طريقة عمل كاسات الهواء:
تقوم بحرق قطعة ورق مخروطية الشكل، بشكل قمع صغير لسهولة إدخاله في فوهة الكأس المستخدم.
بعد إدخال المخروط المشتعل داخل الكأس تلصق فوهة الكأس مباشرة على أسفل لوح الكتف ( منطقة الكاهل ) فيقوم المخروط الورقي بحرق جزء كبير من الهواء داخل الكأس ( لا حاجة للخوف من حرق الجلد فالشعلة تنطفئ فوراً ما أن ينقطع عنها الهواء من الخارج) وهذا يُحدث انخفاضاً في الضغط فيمتص الجلد ويجذبه من فوهة الكأس قليلاً ليعدّل هذا الانخفاض الحاصل في الكأس ونتيجة لذلك يظهر احتقان دموي موضعي.
وهذا النوع لوحده دون فصد دماء متداول في الطب الشعبي لفائدته في التخفيف من بعض الآلام العضلية والعصبية ( كاسات الهواء)، غير أن الفائدة بتمامها لا تكون إلا بالحجامة ( الرطبة) وهي التي دلّ عليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
إن هذا الجذب للجلد وهذا الحرارة المرتفعة قليلاً داخل الكأس تحدث توسعاً وعائياً سطحياً في منطقة الكاهل المثبَّت عليها كأسا الحجامة ( واحدة على كل جانب) حيث يخضع الدم أيضاً للجذب فيزداد توارده لهذه المنطقة، ويساهم بقاء الكأس مدة كافية جاذباً للجلد بمنع اشتراك الدم المتجمع في الدورة الدموية نوعاً ما.
بعدها يقوم الحجّام بتشطيبات سطحية صغيرة لهذه المنطقة المحتقنة من الجلد بعد نزع الكأس فوراً بطرف شفرة طبية حادة معقَّمة قبل إحراق مخروط ورقي ووضع كأس نظيف معقّم.

الحجامة على الكاهل فقط:
مع ازدياد اهتمام الناس في السنوات الأخيرة بالطب البديل للأسف الشديد استغل بعض التجار والجهلة الحجامة بغرض كسب المال فأخلّوا بكثير من شروطها أما الأمر الخطير والذي لاحظته على الانترنيت عموماً واليوتيوب خصوصاً ( عليه أرقام هواتف بغرض الاتجار) وضع عدد من كؤوس الحجامة دفعة واحدة والتشريط على العمود الفقري وهذا أمر بغاية الخطورة ممكن أن يؤدي لا سمح الله للشلل.
الحجامة على الكاهل فقط وحذار الاقتراب من العمود الفقري ( حوالي الأصبعين بينهما)، أخرجه أبو داود والترمذي ‘ن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يحتجم في الكاهل" .

وتتلاقى الحكمة المحمدية مع الحقيقة الطبية العلمية المكتشفة أن منطقة الكاهل هي المنطقة المثلى لإجراء الحجامة، والفائدة لا تكون إلا من خلال هذه المنطقة حصراً، فهي تتميّز بما يلي:
1) إنها منطقة لتجمع الكريات الحمر العاجزة والتالفة والشوائب الدموية عامة والجزيئات الكبيرة ذات الوزن الجزيئي المرتفع، حيث تقيل هذه الشوائب في هذه المنطقة أثناء النوم.
2) إنها منطقة مأمونة حتى لو كان المرء يعاني من مرض السكري أو الناعور فلا خطر من التشطيبات السطحية، كذلك فإنها سريعة الشفاء دون أن ينتج عنها أي التهابات طالما قمنا بتعقيم الأدوات المستعملة وتنظيف المنطقة وتطهيرها بشكل سليم.
3) منطقة الكاهل خالية من الأوعية التي يكون جرحها خطيراً.
4) في التعليل العلمي لاختيار الكاهل فإن جهاز الدوران في جسم الإنسان عبارة عن شبكة مواصلات عظيمة في تنظيمها وتفرعاتها الدقيقة الإشراف المحكم السيطرة على الأعضاء بما تحويه من وظائف النقل والإمداد والتوزيع الغذائي وفي ساحاته القتالية التي تفرزها الكريات البيضاء للقضاء على الجراثيم الدخيلة القاذفة للسموم، فالجسم كون محكم ومبرمج على أسس ذاتية عالية التطور، والدم وسط حيوي تتم بواسطته كافة العمليات في رحلة طويلة متكررة محمّل بما يحتاجه الجسم من المركبات والعناصر الحيوية وفي طريق عودته ما حمّل من نفايات ومخلفات كغاز الفحم السام، وتستغرق هذه الدورة 30 ثانية يقوم القلب فيها بدور المضخة الجبارة، ويبلغ مجموع أطوال هذه الشبكة ( ...,..1) كم أي مثلي ونصف محيط الكرة الأرضية.
5) تاريخ ميلاد الصفائح الدموية يبدأ في العظام حيث تنطلق منه إلى مهماتها فتية نشيطة، حتى إذا ما أتمت المائة وعشرين يوماً غدت هرمة جراء العمل المتواصل فتذبل وتضمحل وتفقد مرونتها وقد استحالت إلى عالة على الدورة الدموية تتدافعها الكريات الفتية معرقلة جريان الدم لكونها تلتصق عشوائياً أو انتظاميا والكريات الهرم والميتة تفقد خاصية المرونة فيكون من المتعذر أن تنفصل عن بعضها وبوجود الألياف والصفيحات تتشكل الخثرات التي تؤدي باختصار لتصلب الشرايين ويظهر هذا جلياً عند المتقدمين في السن المترافقة مع ارتفاع في الضغط الدموي، وقد تبين أن يعود لعوامل عديدة مسببة قد أقوم بمزيد من الشرح والتفصيل لاحقاً في هذا الملف.
لقد تبيّن أن الخثرات والكريات الهرمة والمقبلة على الهرم تبحث لها عن مناطق أقل نشاطاً وحركة لتأوي إليها ويحدث هذا يومياً أثناء النوم وهكذا يتركز معظمها في منطقة الكاهل التي تعتبر أركد منطقة في جسم الإنسان.




الحجامة و وقتها:
سأقوم لاحقاً في حلقات قادمة في هذا الملف بشرح أسباب هذه المواعيد أما الآن فسأكتفي فقط بوضع المواعيد
1) الموعد السنوي:
مرة في السنة ممكن اثنتان في السنة للمرضى

2) الموعد الفصلي:
في الربيع ( بعد انتهاء برد الشتاء وقبل حر الصيف)
آذار ونيسان أو نيسان وأيار حسب درجة الحرارة ( طقس ربيعي).

3) الموعد الشهري:
في النصف الثاني من الشهر القمري (حتى ينقص الهلال)
من 17 الشهر القمري ضمناً إلى 27 ضمناً ( أشرح لاحقاً علاقة هذا بالدورة الدموية).
17 – 19 – 21 – 23 – 25 -27

4) الموعد اليومي:
يفضل في الصباح الباكر، تتم الحجامة بعد شروق الشمس أما عن موعد انتهائها فحسب حرارة الجو فإن كانت الحرارة بارتفاع الشمس لا تزال معتدلة فحتى الظهيرة جائز ولكن من الأفضل الالتزام بالصباح الباكر لأن الحجامة تتم على الريق وقبل القيام بأي نشاط وحركة.
قال صلى الله عليه وسلم : (( الحجامة على الريق أمثل وفيها شفاء وبركة)).
وأيضاً: (( الحجامة على الريق دواء وعلى الشبع داء )).

ماذا ينبغي على المحجوم يوم حجامته:
بإمكان المحجوم بعد حجامته ( يوم حجامته) أن يتناول من الطعام النوع السهل الهضم والتمثل كالخضار والفواكه والسكاكر وعادة يقدم للمحجوم طبق من سلطة الخضار مع قطع من الخبر المحمر والمتبلة بزيت الزيتون والخل ( الفتّوش) مصحوباً بطبق من الزيتون.
ممكن تناول الفواكه كما هي أو عصير الفواكه
يحظر على المحجوم تناول الحليب ومشتقاته كالجبن واللبن والقشدة وكذلك يمنع من البيض والأكلات الثقيلة الهضم والمتبلات طوال يوم الحجامة (24 ساعة تلي الحجامة).

أدوات الحجامة:
1) كؤوس الحجامة ( كاسات الهواء) مصنوعة من الزجاج.
2) معقمات طبية للجروح السطحية.
3) شمعة.
4) أقماع ورقية سهلة الاشتعال.
5) قفازات طبية معقمة.
6) شفرات طبية معقمة تماماً.
7) علبة من القطن والشاش الطبي المعقم.





تطبيق عملية الحجامة:
يقوم الحجّام بتحضير القصصات الورقية قبل الحجامة ويلفها بشكل قمع مخروطي ويتأكد من نظافة الجلد وتعقيم كل المواد المستعملة.
1) يخلع الشخص الراغب بالاحتجام ملابسه العلوية ليبقى عاري الظهر بعد أن تدفأ الغرفة إن كانت باردة ( جو معتدل لا حر ولا برد).
2) يجلس المحتجم متربعاً على رجليه أو حسب الوضع الذي يرتاح به جسمه المهم أن يكون بوضعية الجلوس وبظهر منتصب نوعاً ما.
3) يشعل الحجّام الشمعة ويثبتها قريباً منه ويرتدي القفازات المعقمة قبل لمس أي شيء من المواد.
4) يتأكد من مكان الكاهل تماماً و المسافة الفاصلة عن سلسلة الظهر و يمسك كأساً من كؤوس الحجامة بيده اليمنى وبالأخرى يمسك مخروطاً ورقياً ويشعله من الشمعة ولما يصبح بأوج اشتعاله يدخله بسرعة داخل الكأس، وبخفة وسرعة يثبت الكأس بمنطقة الكاهل بأحد الموضعين الأيمن أو الأيسر ( المنطقة المحددة حسب الصور المرفقة) العمل يحتاج سرعة وخفة قبل أن تنطفئ الشعلة وكي يثبت الكأس.
5) بنفس الطريقة يمسك كأساً آخر ويقوم بتثبيته بالموضع النظير للكأس الأول ويجب التأكد من قوة تثبيت الكأسين على الجسم وقوة شدهما للجلد وامتصاصه فإن لم يكن قوياً يُعيد الكرة لتثبيت الكأس الضعيف بنزعه وتفريغه من بقية الورقة المحروقة ثم يعيد إشعال مخروط ورقي جديد ويُدخله عند أوج اشتعاله بالكأس.
ملاحظات هامة: (عند نزع الكأس عن الجسم دائماً نلجأ لمسك الكأس من بطنه بيد ونضع اليد الأخرى على الجلد المجاور تماماً لفم الكأـس ونضغط على الجلد حتى يتسرب الهواء إلى داخل الكأس من الجهة العليا ويسهل إبعاد الكأس عن جسم المحجوم .
6) تأكد من تعقيم الشفرة جيداً ثم وبخفة وسرعة تقوم بنزع الكأس الأول (حسب الشرح أعلاه) ويتعقم موضعه بمحلول معقم ثم تمسك مباشرة بين سبابتك وإبهامك زاوية الشفرة تاركاً قسماً بسيطاً منها بارزاً ويشرط الجلد شرطات سطحية صغيرة مبتعداً ( 0,5 – 1 ) سم تقريباً عن التشريطة السابقة عدة شرطات لطيفة من الأعلى إلى الأسفل.
7) لدى الانتهاء من التشريط اللطيف للموضع الأول تعود وتثبّت الكأس بالطريقة التي شرحتها سابقاً ليبدأ الكأس بسحب الدم المشوب الفاسد ، ينزع الكأس عن الجهة الأخرى ويعقم مكانه بنفس الطريقة والتشطيب وإعادة تثبيت الكأس.
( الشفرة بعد استعمالها ترمى فوراً في سلة النفايات ولا يعاد استعمالها لا للشخص نفسه ولا لشخص آخر حتى لو تم تعقيمها وإنما يجب التخلص منها فوراً واستعمال واحدة جديدة).
8) انتظر ريثما يمتلئ الكأسان امتلاء متوسطاً ثم انزع الممتلئ أكثر منهما وفرغه في النفايات واستعمل كأس نظيف وثبته مجدداً بسرعة وخفة ثم انزع الآخر وفرغه أيضاً وثبت مكانه كأس نظيف بدون تشريط ثان.
تكرر العملية مرتين على كل جهة لمن يجريها لأول مرة وللنساء الكبيرات في السن إلا إذا غلب نفع الحجامة ولمن اعتاد تنفيذها سنوياً فتكرر 4مرات بعد التشريط.
وهذا التكرار يفيد من يعانون من بعض الأمراض مثل الجلطة وتصلب الشرايين والسرطان وسرطان الدم وارتفاع ضغط الدم وآلام الشقيقة وكل آلام الرأس وآلام الظهر وإحمرار الدم وارتشاح رئوي ، قصور قلب احتقاني، ذبحة صدرية أو سكري وكذلك نقص تروية و شلل أو ارتفاع مستوى الحديد عن الطبيعي مرض الناعور وهبوط في مستوى عمل القلب وضعف عضلة القلب وكل أنواع الأمراض العصبية.

[/align][/cell][/table1][/align]