الموضوع: ريشة محاسبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 02 / 2012, 32 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
فاطمة البشر
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة

 الصورة الرمزية فاطمة البشر
 





فاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

ريشة محاسبة



ريشة محاسبة


خرج من البناية التي يشرف على تصميمها ليشاهد أول إنجاز له في متتالية يجزم أنها لن تنتهي ، بدأت نظراته تتجه للأعلى في محاولة لمحاكاة كل طابق من الطوابق السبع وقلبه يمتلئ فخرا بإبداعه الخلاق.

وقبل أن تبدأ نظراته بالنزول تدريجيا لاحظ شيئا غريبا يسقط عليه من الأعلى ؛ ربما حجرا وربما أداة رماها أحد العمال وربما سندانا كما في الأساطير !

حاول أن يبتعد عن هذا الشيء الذي يأبى إلا أن يسقط نحوه ، لكن لشيء ما تمسمر في مكانه وكأن حبلا شوكيا التف حول قدميه ويريده أن يواجه قدره ، إما الموت أو الموت !

وبين تفكيره بالموت والحياة بعد الموت بضع ثوان ؛ استذكر فيها لحظات حياته ، حاول أن يعدّ كم مرة علا صوته على والدته وصرخ بوجهها ، و كم مرة شتم والده لأنه تدخل في خصوصياته محاولا أن يثنيه عن ارتكاب المزيد من الأخطاء ، تذكر صديق طفولته الذي لطالما وثق به فطعنه وأفشى سره الذي كاد يودي بحياته ، تذكر تلك العجوز التي كان يلهيها بطلب شيء لا يريده ويسرق من دكانها الصغير رغم ثرائه ، تذكر أطفال حارته الذين كانوا يخافونه ويختبئون كلما رأوه قادما من بعيد ؛ كم مرة ضرب أحدهم ، تذكر معاملته القاسية للعمال الذي يشتغلون في البناية ، وتذكر ذلك البائع المتجول الذي لطالما رمى أغراضه أرضا بحجة أنه لم يعرف أن ينام من صوته العالي .

ندم على أنه كان دائما يحب أن يدوس على الآخرين ، أن يحطم آمالهم ، أن يصعد على حطامهم . تمنى لو كان بإمكانه أن يرمم ما فعل ، أقسم أنه لو كان يعلم ما سيحدث اليوم لكان اعتذر البارحة لكل من آلمهم ومزقهم ، لكان قبّل جبين و يدي أبويه وجثى على ركبتيه أمامهما ، لكان أحضر هدية لكل واحد من أطفال حارته و لصديق طفولته ولتلك العجوز ، لكان اشترى كل الأغراض على عربة ذلك البائع المتجول ، ولكان أعطى كل عامل مكافأة مالية ؛ لكن لم يعد هناك مجال لفعل ذلك فحياته انتهت .

جلس القرفصاء ووضع جبهته على ركبتيه ، ولف ذراعيه حول رأسه في استسلام للقدر .

وما هي إلا ثانية ونيف حتى دغدغت رقبته ريشة ؛ يبدو أنها لأحد النسور المهاجرة !


فاطمه البشر





نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع فاطمة البشر
 
أنا لم أكن يوما إلا أنا ....

تلك الفتاة التي تحلم بغد زاهٍ مشرق ...

تلك الفتاة التي تنثر حباً وأملاً ...
تلك الفتاة التي ترسم حلماً ...
تلك الفتاة التي ستصنع مجداً ...

ولا تزال تنتظر الأياام......


فاطمة البشر


https://www.facebook.com/fatima.bisher
فاطمة البشر غير متصل   رد مع اقتباس