رد: صراع الجنرالات والنخب فى مصر
أستاذنا الفاضل الكريم أ .عبد الحافظ ؛
أتفق مع سيادتك في التحليل الرائع والمنطقي للأحداث وأضع بعض الانطباعات الشخصية حول ما تفضلت به :
أولاً: من هم النخبة التي إختارها المجلس ورأى فيها الصلاح لقيادة البلاد الالتزام بالعهود وأولها كامب ديفيد ؟
إن كنت سيادتك تقصد الإخوان كما أشرت بعد ، فالمجلس العسكري لم يختارها أصلاً وإنما فرضت عليه من الشعب الذي قرر بأغلبية لم يشكك فيها أحد أن يغير النظام الحاكم باتجاه دولة لها مرجعية دينية اسلامية بعد أن ذاق الأمرين من الأنظمة الفاسدة على مدار عهود تنحت فيها الشريعة أو نحيت عمدًا ليرتع هؤلاء دون وازع من ضمير أو دين ؛
وعليه فإن التعاون معها أصبح لا بديل عنه كواقع لا يمكن تخطيه ، هذه واحدة .
أما عن أن هؤلاء النخبة الإخوانية وأنهم أكثر المؤيدين للمجلس فلا يخفى على أحد أن هذا وضع مؤقت فرضته الأحداث وهم من الذكاء ألا يحاربوا في كل الاتجاهات في نفس الوقت وقد عرف عنهم كما تفضلت الصبر والنفس الطويل ولن يمر كثير وقتٍ حتى يطلب الاخوان من الجيش العودة لمكانه على الحدود وفي الثكنات العسكرية ولا يتدخل إلا بالقدر المسموح به دستوريًا ؛
- ثانيا وهذا ما ادين به لله أن هناك جديد نحس به في وجوه الأعضاء الجدد بمجلس الشعب وأغلبيته الإسلامية -وإن كنت لا أحب هذا التعبير فكلنا مسلمون وقبلها كلنا مصريون أيضًا - ولكن ما اصطلح على تسميتهم كذلك ، برغم الهرج والأمور البسيطة التي تصحب المناقشات إلا أننا نلمح ضمير الأمة بالفعل يتحدث بلسان الناس لأول مرة منذ عهود ؛
........ وأعود للسؤال الأول ، من هم النخبة الآن بمصر ؟!
هل هم هؤلاء الذين يملئون القنوات العامة والخاصة يالتحليل والتوصيف والخبراء في كل الاتجاهات ممن جاوزهم الزمن وما زالوا ينَّظِرون ؟!
ولعل اللافت للنظر في تغطية هؤلاء للأحداث أنهم يركزون الضوء والكاميرات حتى على الجزء المشتعل من البلد ولو كان في جزء من شارع صغير ويقفوا عنده ليتصور العالم بالخارج أن مصر تشتعل بينما نحن أبناء مصر نعيش رغم كل ما يحدث في أمان بنسبة ليست قليلة مع كل الحوادث والأحداث ونذهب إلى أعمالنا ومدارسنا ونمارس حياتنا بشكل طبيعي وكأن مصر على التلفاذ ليست مصر التي نعيش فيها !!ومصر بالطبع ليست ميدان التحرير أو محمد محمود وغيرهما مع أهمية ما يحدث هناك ، مصر أكبر بكثير ؛
- هل هم النخبة الجديدة من الشرفاء الذين خرجوا من الظل الجبري في عهد مبارك ليضيئوا للأمة طريقها الجديد ؟
- هل هم علماء الدين والمشايخ الذين أختلف خطابهم بعد الثورة وصار من الجرأة والقوة والتأثير بمكان لا يمكن تجاهله خاصة مع استقرار القنوات الدينية والحرية المتاحة لهم الآن ؟
الحراك السياسي بمصر كبير ، ومتشعب والمصالح الداخلية والخارجية للجميع تتضارب وتتوافق ولكنا نثق في حس الشعب الوطني الذي يميز بدقة بين كل هؤلاء ،
................. بارك الله فيكم وفي مصر وما نحن فيه الآن هو التمحيص الذي يخرج الخبث ويبين الذين يعملون للوطن والذين يتاجرون بدم أبنائه ؛
والله حافظ مصر وراعيها ولن تسقط بإذن الله مهما مكروا وأفسدوا .. فعند الله مكرهم .. والله لا يفلح عمل المفسدين ؛
وفي الختام تحياتي وتقديري لسيادتك وقلمك الكبير .
|