عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 04 / 2008, 55 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

التسوق أم الإستهلاك و العولمة؟


لكل واحد منا طريقته في التسوق , فمنا من لايزور المتاجر إلا مرغما ومنا من يعتبرالتنزه في المتاجر هواية له
تقول بعض الأبحاث أن أسباب وطرق ارتياد المحلات التجارية تختلف تماما بين صفوف النساء و الرجال.
فالرجل إن كان يريد أن يشتري قميصا أبيضا ,فإن غدده تنشط بمجرد أن يرى قميصايستوفي الشروط و يمكن تشبيه حالته بالقناص الذي وجد طريدته وهو لن يتردد في شراء ماجاء لأجله و سيدفع الثمن و يمضي راضيا كطالب نجح في امتحان كان يقلقه و لن يكون لديه أدنى فضول للتجول في المتاجر الأخرى ومقارنة مااشتراه بما هو معروض في مكان آخر.
وعكس الأمر تماما يحدث عند النواعم فالمرأة قد تجد البضاعة التي كانت تريد اقتناءها في أول محل لكنها تجوب كل المحلات المجاورة وربما حتى المتباعدة فيما بينها و قد تعود في نهاية المطاف لأخذ البضاعة التي عثرت عليها أول وهلة لكنها غالبا مالا تندم على لفاتها المتشعبةلأنها تجد نفسها أكثر اقتناعا بعد قيامها بتلك التجربة.
أذكر أن إحدى زميلاتي أخبرتني يوما أنها نادرا ماتحمل بطاقتها المصرفية في محفظتها لأنها بهذه الطريقة تتحكم أكثر في سلوكها الشرائي, خاصة في الأيام التي تكون فيها متذمرة أو مكتئبة.
فعلى ما يبدو تهدأ فئة من الناس نفسها و تخمد نيران مزاجها و بركان خيبتها باشتراء ماتشتهيه وإنفاق الأموال, تماما كما تنصب فئة أخرى على التهام الحلويات أو المأكولات ذات السعرات الحرارية العالية.
هناك نوع من الدلال والتعويض وإشباع رغبات النفس ومراضاتها في هذا السلوك.
لكن المسألة تتحول إلى حالة مرضية لدى البعض و يمكننا أن نتجاوز الإستثناأت و نتساءل إن كانت عاد ات المجتمعات المعاصرة الشرائية لم تتحول بمجملها إلى سلوك يبتعد عن العقلانية و التوازن.
التكنولوجيا المتطورة باستمرار و تقنيات التصنيع تغرق الأسواق كل موسم بأجهزة أكثر دقة و رونقا و مبتكروا الأزياء يمزجون الأصالة بالحداثة و يزاوجون الخشونة بالنعومة لتطل من زجاج المتاجر وصفحات المجلات ألبسة لم تخطر ببال المرء يوما.
مصمموا الأثاث و الديكور يدأبون على طمس مفاهيم التناسق القديمة و يتجاوزون أعراف الدول و تقاليدها ,يأخذون من هذه الثقافة و تلك لتولد على أيديهم أشكال جديدة لبيوت الناس و ماتحتويه.
ما كان ينال الإعجاب بالأمس يصير موضة بالية أو حتى مضحكة يوم غد و ما نمتلكه و حتى إن كان يفي بالغرض فإنه قد يصير مثيرا للإشمئزاز بالمقارنة مع المعروضات الجديدة.
وهكذا صرنا نرى جمهورا عريضا يصفق للعولمة و لفتح المزيد من الأسواق و إغداق البشر بآخر المنتوجات للإستمتاع بحياة الرفاهية والجمال,ومقابله نسمع أصواتا تصرخ وتنادي وتقول: "لا ماهكذا يكون الإنسان , ليس ابن آدم مجرد مستهلك و ليس كل هدف الحياة هو إشباع شهوات الشراء و الذات لكل مجتمع صفته و عاداته لنحترم خصوصية المجتمعات و توازنها , إن العولمة تنشر الإستهلاك و الهلاك في نفس الوقت فكفى!".
لكن على مايبدو أن الجمهور الأول يأتي بمغريات أكثر و يخاطب العامة بلغة تخفق لها قلوبهم وتفتح لها جيوبهم دون أن يكون لهم أيما اعتراض.
Nassira

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس