[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/196.gif');border:6px solid burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
بمناسبة عيد المرأة العالمي كل عام وكل السيدات والآنسات بألف خير
كرم الإسلام ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم المرأة من خلال تكريمه للأم فجعل الجنة تحت أقدام الأمهات، وحين ذكر أهم الشخصيات التي ندين لها بالولاء في حياة كل منا لا يكتمل الإيمان حتى نسعى لتكريمها ورضاها ذكر الأم ثلاث مرات ( المراتب الثلاث الأولى ) ثم ذكر الأب ليحظى بالمرتبة الرابعة...
الأمومة رمز المرأة التي تولد بفطرتها أم، والمرأة الأم هي التي تصنع الرجال والنساء – تصنع - المجتمع والأوطان..
الوطن أم واللغة أم والتربة التي منها وإليها نعود ومنها تتفجر اليانبيع، الثمر والزرع والنباتات وكل أسباب الحياة.
رحم الله الشاعر حافظ إبراهيم حين قال:
الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا
أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق
الأم روض إن تــعـهـده الـحـيـا
بــالــري أورق أيــمــاً إيـــراق
الأم أســتــاذ الأســاتـذة الألـــى
شـغـلت مـآثـرهم مــدى الآفـاق
هو بالتأكيد عيد عالمي لكل نساء الأرض، أما المرأة العربية فهي المرأة التي تستحق التكريم 365 يوماً في السنة، ولا أعني بالطبع النساء المدجنات وإنما المناضلات والمكافحات وما أكثرهن في بلادنا من فلاحة تزرع وتحصد وأم تربي إلى مثقفة واعية تقوم بدورها وعالمة وطبيبة وأديبة وإعلامية ومُدرِّسة إلى تضحياتها وبذهلها مناضلة ضد الظلم والاستعمار واحتلال الأوطان إلخ...
المجتمع العربي لا شك أنه ما زال كما قال الشاعر حافظ إبراهيم يحاول تجميد وتهميش دور المرأة، والرجل العربي في بلادنا يعاني من ازدواجية واضحة في هذا المجال مهما بلغت ثقافته ودرجة تعليمه إلا ما رحم ربي
قد يقر بحقوق المرأة ودورها في المجتمع ونجده في آن يضيق على زوجته وأخته وابنته وبنات أعمامه وأخواله إلخ...
يقر بحقوق المرأة لكنه يرفض ويتمرد على المرأة الرئيسة والمديرة والمسؤولة ويعتبر رئاستها انتقاص لرجولته!
ينظر إلى المرأة التي تتعاطى بالشأن العام إما باستهانة أو كما ينظر الصياد إلى الفريسة!
الأديبات / الشاعرات والصحفيات والكاتبات ما زلن يتعرضن إلى هذه النظرة المجحفة ويتعامل معهن الرجال كما يتعامل إلى حد ما مع المغنيات وربما الراقصات إلخ...
وهنا أود أن أركز على هذا الجانب وما تعانيه السيدات والآنسات الكاتبات بشكل عام وعلى الشبكة العنكبوتية بشكل خاص
هالني منذ بداية نشاطي على الشبكة العنكبوتية تجرؤ وأسلوب تعامل البعض – المحترم على العام - يرسلون رسائل حب وغزل وما شابه ورغبات سطحية سخيفة بالتعرف والمراسلة لأنه وقع في سحر جمال الملامح إلخ.. ( أقصد هنا نوع رسائل لا ترسل إلا للنساء ) على الرغم من أني محمية وفق هذه النظرة الغريبة لهؤلاء فأنا دخلت بصحبة ومرافقة شخص من أهلي – إبن عمتي – الشاعر الكبير طلعت سقيرق
في بداية مرحلة موقع أوراق99 بدأ البعض يكتب لي قصائد غزل ركيكة وتعليقات على نصوصي فيتغزل بي بدل التعليق على النص المطروح، وعليه اضطر الشاعر الغالي أستاذ طلعت أن يقف ويتصدى لكل واحد منهم بغضب
وكم من أديبة وشاعرة كانت تحتمي به على الساحة الأدبية العادية والالكترونية وكان بالفعل لإيمانيه العميق بدور المرأة يحميهن بكل ما أوتي..
وحتى لا يحصل أي خلط فأنا أقصد الغزل لا التودد المبني على الإعجاب الأدبي بالكتابة والامتنان لمن تبذل مالها وجهدها في مشروع لخدمة الأدب والأدباء والمواهب وينبغي على كل إنسان سوي تقدير تضحياتها، وشتان طبعاً بين هذا وذاك.
لا أنكر أني أصبت بالخوف والغثيان من جرأة ونظرة البعض الذي صور له خياله المشوش أن من حقه أن يغازل ويتقرب بشكل خاص ويجتاز الخط الأحمر ويعتدي على خصوصيتي بين المسموح والمحرم، وامتد هذا من أوراق99 إلى نور الأدب خصوصاً في المرحلة الأولى التي كنا فيها نسمح بانتساب الأعضاء بأسماء وهمية وألقاب مستعارة، ولا أنسى أحد الأشخاص - ومر عدد منهم - الذي حين لم أرد على رسائله هددني أولا بشكل مبطن ثم بصراحة وقحة عن التوقف عن النشاط وبالفعل حين يئس مني رحل!
من جهتي ارتحت لرحيله ورحيل أمثاله وكسرت خلفه جرّة!
البعض ولسبب ما في عقولهم وقد يكون مبني من خلال كاتبات هنّ شواذ القاعدة، يظن أن التغزل واقتحام خصوصية الكاتبة يعجبها ويطربها وإلا وحسب التركيبة والإزداوجية ( كانت ضبت نفسها في بيتها تطبخ وتغسل ولم تخرج تكتب لواعجها وتناطح الرجال! )
ناهيك أن الرجل يصنف الأدب، أدب رجالي وأدب نسائي أو بمعنى أدق
الأدب والذي يعني فقط أدب الرجال وعلى هامش هامشه أدب يسمى " أدبي نسائي "
و " ذنبها على جنبها " كما يقول المثل الشعبي
هل أغضبتُ سيادة الرجال؟!
لا بأس احتملني فهذا اليوم العالمي للمرأة يبيح لي أن أتحدث عن مشكلاتي ومشكلات بنات جنسي من الكاتبات على الشبكة العنكبوتية، وإن كنت أنا أغضبتك مرة في اليوم المخصص لنا لنسلط فيه الضوء على مشكلاتنا، فأنت تغضبنا بحصارك أو استخفافك كل يوم وتسيئ لنا ولإنسانياتنا عن قصد أو عن غير قصد منك، لأنك غالباً لا تنتبه لازدواجيتك
وحتى لا نضع البيض كله في سلة واحدة أكرر أني أقوم هنا بتسليط الضوء فقط على السلبيات المسيئة، هناك ودون أدنى شك صداقات بريئة تبنى بمعزل عن جنس الصديق رجلا كان أم امرأة، قد يكون من بعض الأدباء لتبني مواهب وتشجيعها، ولا شك أيضاً أن هناك رغبة عند البعض بإجراء نقاشات أدبية خاصة إلى حد ما ومن جهة أخرى في كشف غور النفس البشرية وأو الحصول على معارف ومواد خام يستعين بها الكاتب لصياغة نصوص جديدة، ولا أتعرض هنا لهذه الصلات والعلاقات الإيجابية، أنا فقط أتحدث عن السلبية منها وشتان بين هذه وتلك والتي تشبه بآليتها وتصنيفها الشاب المراهق في بلادنا الذي كان يسير خلف الفتاة خطوة خطوة يرشقها بعبارات الغزل ويحرمها السير بحرية لعله يوقع بها لينعكس المشهد فتسير خلفه بدل أن يسير خلفها ويتباهى بهذا بين رفاقه!
تعالوا نسأل ماذا يريد الرجل الكاتب على الشبكة العنكبوتية من المرأة ما دام على الأرجح لن يقابلها ولن يقيم علاقة فعليا معها؟؟
لذة الانتصار ربما...
الرجل حين يخرج إلى الصيد يتمنى أن يصيب كل الطيور المغردة المحلقة بأجنحتها في السماء ويرديها قتيلة وضم أكبر عدد من الطيور التي يرديها ويعود متبختراً وهو يحملها والدماء تقطر منها داخل حلقة حديدية وبندقيته على كتفه متفاخراً بجريمته!
1- تركيبة الصياد الذي يبدو وكأنه يكره شدو الطيور ورقصها الجميل في الفضاء!
2- يبحث عن الانتصار على أديب كبير يشعر أن هذه الأديبة/ الكاتبة تعنيه مثلا
3- ليشعر أنه أديب وكاتب هام يريد أن يصنع سواراً من المعجبات به وبكتاباته ولأنه يعرف أنه لا يستطيع إن لم يكن أديبا مبدعا بالفعل أن يحصل من بني جنسه وحتى لو حصل فالنساء هن من لهن أن يحطنه بالهالة التي يبحث عنها
4 – لا يرى المرأة كيان مستقل وأديبة مستقلة، تابعة له أو لغيره وإن لم يجعلها تابعة له فستتبع غيره
نأتي الآن للمراكز القيادية والتي تعتبر هذه المشكلات فيها جزء لا كل والجزء الثاني يعود لجهل آلية الديمقراطية وللأنانية والذاتية والجحود في جانب آخر
أكانت المرأة مدرّسة لطلاب ذكور أو محامية أو نائب في البرلمان أو مديرة شركة أو مؤسسة إعلامية أكانت ورقية أو الكترونية
معظم الرجال على طول الخط يتحدون قيادة المرأة استخفافاً بها ويرفضونها ويعملون جاهدين لتهميش دورها وحجب مكانتها وتميزها وقدراتها إلخ...
ما زال لدي بعض النقاط الأخرى التي أود أن أشير إليها أو أتوسع بها، لكني أرى مع اختلاف توقيتي عن الوطن العربي أن أنشر ما كتبته الآن وألا أتأخر به أكثر قبل أن ينقضي يوم المرأة ويصمت الكلام وأعود لوجومي وإحباطي وحزني وتفكري بالحل الذي يمكن أن أصل إليه، وحتى أتيح وهذا ما أتمناه لكم أديبات وأدباء الدلو كلٌ بدلوه
بكل المودة والتقدير فالنقد الصادق دائماً دليل تقدير ومحبة
بانتظار مداخلاتكم راجية تسليط الضوء على المزيد من المشكلات
هدى الخطيب
===========================
[/align][/cell][/table1][/align]