الموضوع: أمتي ... امتي ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 04 / 2008, 33 : 10 PM   رقم المشاركة : [10]
هشام البرجاوي
ضيف
 


رد: أمتي ... امتي ...

الأستاذة وفاء:
[align=justify]
أعتقد أن التركيز على مشاكلنا و معضلاتنا الداخلية أو الذاتية أقوى خطوة في منحى مواجهة اسرائيل و كل البلدان الإستعمارية التي تستهدف استنزاف مقدرات و طموحات العالم العربي، بمجتمعات نخرها الفساد الأخلاقي و الاجتماعي و الإداري لن نستطيع التصدي لدولة متراصة و متماسكة داخليا كالكيان الصهيوني. قبل أن يتحقق اصلاح واقعي يمس كل المجالات الحيوية (الثقافة و البحث العلمي و الجانب الخدمي و الدولة) في منطقتنا العربية و الاسلامية فإن الحديث عن اكتساح اسرائيل حديث تحكمه العاطفة.

لقد زرت بلاد الحجاز يا أستاذة وفاء فهضبة نجد العريقة موطني الأصلي و التقيت ببعض شيوخ العشائر كي أتأكد من وثائق كان جدي رحمه الله قد كلفني بالبحث في مشروعيتها، و مثلما كان متوقعا لم يخب ظني فقد أثبت لي العديد من الذين التقيتهم أن الوثائق العتيقة صحيحة.

بعد أداء المهمة، توجهت الى المستشفيات و الكليات الجامعية و تجولت في أروقة مدينة الرياض فأصبت بذهول صاعق، مظاهر مؤذية تسحق بأناة و اطمئنان انطباع التدين الذي رسمته عن المجتمع السعودي.
ما قصدته عند الاشارة الى المثقفين، أن فئة لا يستهان بها منهم متورطة في قضايا فساد أخلاقي خطيرة تشمل أيضا شخصيات نافذة في السلطة السعودية لا مجال لذكرها تفاديا لتوريط المنتدى في ملفات ساهم كبت حرية الرأي و الإعلام في تغييبها.

أتذكر أيضا أنني كنت في ابريطانيا لما قام الملك عبد الله بن عبد العزيز بزيارتها، حضر بثلاث طائرات بوينغ عملاقة، حيث اصطحب الأمراء و الحريم و الخدم و الحشم، لدرجة أنني تضايقت من المنظر فاضطررت لأقول لكوكبة الطلاب الفرنسيين المرافقين لي إن الملك مرفق بمسؤولين عرب و اقليميين آخرين. و بعد اكتمال اجراءات وصول الملك السعودي الى لندن، لحقه الملك السويدي الذي حضر ضمن مسافري طائرة مدنية، بادره أحد الصحافيين بالسؤال:" لماذا هذه الطريقة العادية في الحضور جلالة الملك" ليرد الملك السويدي:" حضرت الى ابريطانيا بصفتي مدعوا الى المشاركة في فعاليات مؤتمر حوار الثقافات و لست هنا بصفتي ملكا للسويد" أترك لك فرصة المقارنة بين الملكين أستاذة وفاء و سأقبل منك أي استنتاج تعتبرينه سليما.

فضلا عن المشكلات الأخلاقية أحيلك إلى الدور التاريخي الرديء الذي أنجزته المملكة في مسائل احتلال العراق العظيم و اعاقة تقدم الفكر الخلاق و غزو الكويت و مخلفات الحرب العراقية-الايرانية و غيرها من الأحداث التاريخية الحساسة التي لم تؤد فيها السعودية شعبا و حكومة الدور المرتقب منها.

لا أريد أن يفهم من كلامي أستاذتي العزيزة أنني أقتصر على الدولة و المجتمع السعوديين، مثل هذه الآفات استفحلت في العديد من البلدان الاسلامية، غير أنها مرتفعة في منطقة الخليج العربي.
[/align]


لك كل التقدير أستاذة وفاء و اسمحيلي ايلا طولت عليك، أنا بقا فيا مشهد لن انساه و هو أن السعوديين استغلوا بوحشية ظروف نساء و فتيات الدول العربية غير المنتجة للنفط و من بينها وطننا يا أستاذة وفاء، وطننا المغرب.
  رد مع اقتباس