عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 03 / 2012, 46 : 04 PM   رقم المشاركة : [1]
خيري حمدان
أديب وقاص وروائي يكتب القصة القصيرة والمقالة، يهتم بالأدب العالمي والترجمة- عضو هيئة الرابطة العالمية لأدباء نور الأدب وعضو لجنة التحكيم

 الصورة الرمزية خيري حمدان
 





خيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond reputeخيري حمدان has a reputation beyond repute

لا تبخلي بابتسامتك فأنت الأجمل

إنّه الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، تحتفل فيه النساء في معظم دول العالم، يشعرن بدفق أنوثتهن ولا يبخلن بالإفصاح عن ذلك. يملأن النوادي ويمارسن طقوس الحياة الجميلة مع اقتراب الربيع ومزاحمته لفصل الشتاء القاسي الطويل. يلبسن أجمل ما يملكن ويضعن زينتهن ليبدون الأبهى، ولتخيم ابتسامتهن على نهاراتنا. هكذا يبدو هذا اليوم، المليء بعبق الورد والهدايا والقصائد.
المرأة هذا الكيان المتسامي في حضوره، المتحدّي للرجولة المزيفة والعنف. هي المرأة القادرة على أن تكون في الوقت نفسه الأم والأخت والحبيبة والزوجة والنائبة. هذا الكيان المشرق الشاعري الملهم يستحق أكثر من وردة وبطاقة محبة. المرأة الضعيفة القوية الراحلة المقبلة في يومياتنا، تستحقّ أكثر من مجرد لفتة بمناسبة هذا اليوم، لأن حضورها سيستمر في اليوم التالي واليوم الذي يسبق الثامن من آذار وهكذا، لا توقيت لعطائها، لا حدود لمحبتها.

أنت الأجمل فلا تبخلي بابتسامتك. كوني الشمس المشرقة حين تتآمر الغيوم على أمزجتنا، كوني الماء البارد والرذاذ العذب حين تحرق أشعة الشمس القائضة أجسادنا المعذبة. كوني الخلاص حين يزداد ثقل وقع الحياة ونشعر بالتعب من كثرة الركض نحو شاطئ الأمان الهارب من تحت أرجلنا!.

أنت الأقوى، مسكين من يعتقد غير ذلك، فلا تبخلي بمزيج الشوق والدعاء فنحن دائمًا على موعد، ليكون الحبّ ولنكتب قصص العشق، ندوّنها بمداد القلب، نشعر بالخيلاء حين نقصّها على أصدقائنا، حين نسرّ بها للأوراق البيضاء المترامية أمامنا، أوراق عذراء حتى لحظة دلفنا في عالمها، لنفرض عليها ما هبّ ودبّ من الأفكار وسقط المشاعر.

أنت السبب والمسبّب يا أجمل ما صمّم الخالق لتكون الأعياد، ولتُجرح القلوب بعد فراق. أنت السبب لتستمرّ الأرض في ولادة الربيع والحنّون والليلك والأقحوان، فلا تبخلي بإظهار رونقك، ارتدي ثوب الستان، والحرير المطرّز بالورد ورجع الحبّ، لا تبخلي علينا، فنحن ما نزال نسير في ركب جمالك لنشعر بإنسانيتنا، واعذرينا، اعذري قوافل الرجال العابثة بأنوثتك الشرقية، ولك أن لا تعذري، لكِ أن تطالبي بحقّك الكونيّ لتكوني ربّة البيت لا عبدته، مديرة المؤسسة لا سكرتيرتها، النائبة الساعية لسنّ القوانين العادلة في البرلمانات العربية، لا الأنثى الفاقدة لحقّ التصويت والترشّح لنيل ما يزيد من فتات السلطة. لكِ يا شاعرة، يا كاتبة، يا رفيقة القلم والمعاناة والقافية. أمدّ يدي، أرجوك، كوني الأجمل دائمًا، الحاضرة حين نغيب، الغائبة حين يصبح حضورنا ثقيلا، مرهقًا.

أنتِ التي تمهرين الحياة بأحمر الشفاه، وتمسحين الليل بضوء عينيك المتوقّد، أنت الأجمل حين يطفو القبح فوق شواطئنا، أنت رمز المحبة والحنان حين تصوّب البنادق فوّهاتها نحو الآخر لاختلافه أو لممارسة هواية اصطياد المصائر والبشر. لكِ تهنئة واعتذار، لكِ الثامن والتاسع والسابع من آذار وفبراير. لكِ القصائد وقلائد الياسمين. لكِ الرسائل والمدونات وسحر الأغاني ورجع صوت العندليب والمواويل تصدح في الأمسيات. لكِ يزفُ الرجالُ في الأعراس، لكِ ومن أجلك اندلعت معارك طروادة، وانطفأت بعد أن اغتسلت بلاد الإغريق بدماء أبطالها الأسطورين. لكِ جُنّ قيس وحارب عنترة القبائل والجيوش المجيّشة وقال الشعر ليخلّدك، لك ومن أجلك يهاجر الرجال للحصول على صكّ الغفران أينما تواجدت. كوني اليوم الأكثر ابتسامًا، لأنّك بحقّ الله الأجمل.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خيري حمدان غير متصل   رد مع اقتباس