رد: حوار أدبي مفتوح عن الشاعر طلعت سقيرق وإبداعاته بمناسبة ذكرى عيد ميلاده
الفضلى الكريمة الاستاذة هدى
وحدها الأُسد ترفض أن تقبل الطعام هدايا
وحدها الأُسد تترك للآخرين البقايا
هو بعينى وقلبى
كلما حدقت
أبصرته فى كل المرايا
ما أجمل أن يسكن الأحبة الروح ويعيشون فينا بعد رحليهم ربما حياة أخرى لم نكن نراها فيهم وهم أحياء فتعيد تشكيلها من جديد
ولقد كان طلعت ابن موت فكل ما يقدمه يبدو فريدا حتى ترتبط القلوب به لتعاقب بعد ذلك لفراقه فهل هل الموت يؤلمنا حين يتوخى الأحبة ويؤلمنا بعد ان يحقق انجازه؟ وهنا تذكرت قول ابن الرومى
لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها *** وأخلفت الآمال ما كان من وعد
نعم فالموت الذى كان يتربص به ليظفر به ويستكثره على الحياة حقق فيه وعيدة بينما الحياة تراجعت لتحملنا فجيعة الهجر ومرار الحرمان فهل تبدو الورود جميلة بغير يد البستان؟
الله عليك يا أستاذة هدى وعلى هذا الوفاء النادر وكأنى بك على قول الشاعر
طواه الردى عنى فأضحى مزاره ** بعيدا على قرب قريبا على بعد
طلعت ما توهم الناس سلوة ** لقلبى إلا زاد قلبى من الوجد
وأنت وإن أفردت فى دار وحشة ** فإنى بدار الأُنس فى وحشة الفرد
مع الاعتذار لابن الرومى وكأن لسان حالك هو لسان حال ابن الرومى وكأنه رآك من سجف الغيب فعبر عنه وعنك
أنا اول الداخلين فى هذا الحوار سيدتى وآخر الطالعين منه
كل محبتى وعظيم تقديرى
|