رد: في عيد ميلادك نحتفي/ حوار مفتوح عن شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق
هذا هو طلعت الذى أحببته
كانت تحيرنى كثيرا ظاهرة تعرضت لى كثيرا وهى أن هناك أناس تلقاهم لأول مرة فتشعر أنك تعرفهم من قبل وأن ثمة ألفة بينك وبينهم , وحين جئت إلى نور الأدب بالصدفة وأخذت أقلب صفحاته قرات قصية للشاعر طلعت سقيرق ورأيت صورته أحسست أنى أعرفه وعلقت على القصيدة وإذا برسالة خاصة فى بريدى تأتى من طلعت تشكرنى وتعظمنى ورددت عليه ورحت اقلب فى صفحاته ووجدتنى أمام شاعر متفرد
ينفرد طلعت سقيرق بمعجم خاص فى معمار قصائده الشعرية حتى أنك إذا قرأت قصيدة من قصائدة لم يضع عليها اسمه تعرف أنها قصيدة طلعت سقيرق ومن عجب أننى اول أمس كنت استمع إلى إذاعة دمشق ليلا فأنا من عشاق الراديو وسمعت الاذاعة تذيع قصيدة للشاعر طلعت سقيرق وقبل أن يذكر المذيع اسمه فى آخر البرنامج كنت أشعر أن هذه القصيدة للشاعر طلعت سقيرق
وينفرد طلعت سقيرق بالساطة العميقة فى شعره والبساطةتعنى سهولة التوظيف الاسلوبى والعمق يعنى درامية الدلالة المركزية فى نصوصه ومن ثم فنصوصه مراوغة لاتقرأمن السطح فقط وإنما تحتاج إلى تأمل وقراءة ما وراء الظاهر السطحى بتركيز لنصل المعنى العمقى
تقف خلف نصوص طلعت الشعرية والقصصية واعية محملة بمخزون تاريخى وثقافى عميق وشمولى وبخاصة فيما يتعلق بقضايا الوطن والقضية الفسطينية
لدى طلعت قدرة على بناء نصوص كونية مفتوحة على أفضية المكان والزمان تمتلك من داخلها القدرة على التجديد فيمكن أن تقرأ فى كل زمان ونشعر أنها مكتوبة لذها الزمن وهذه الميزة لا يملكها إلا الأدباء الكبار
هذا من ناحية طلعت المبدع الفنان اما من ناحية طلعت الانسان فما قرأته عن مواقفه الانسانية اكبر مما حدث معى أنا شخصيا واذكر انه فى الحوار الذى كان يجريه معى اخى الحبيب ياسين عرعار وأثناء الحوار سافرت إلى الاسكندرية فى مؤتمر أدبى ودخلت " كوفى نت" لارى الحوار فوجدت طلعت يعلق بمنتهى الحب ويضع كل حرف فى موضعه وكأنه يعرفنى منذ ألف عام وأذكر أنى كنت غاضبا ذات مرة فى المنتدى وارسل الى رسالة خاصة محملة بكل مشاعر الانسانية حتى أنه قال لى
ياعبد الحافظ انت واحد منا وجزء عضوى من انسانيتنا وقد يختلف الجزء مع الجزء لكنه يظل تحت راية الكل واذا كان لك عتب فليكن عتبك على وهنا احسست بانسانية شفافة ورائعة
مهما قلت عنه فلن أفيه حقه وهذا طلعت الذى احببته وما كتبته عنه اقل بقليل مما يستحق لانه الانسان المخلص الوفى المحب لوطنه المدافع عن قضيته حتى اخر رمق فى عمره انه مثال فريد للمبدع الملتزم وهو يوجد فى مصاف الكبار امثال محمود درويش وسميح القاسم وغيرهما ممن وهبوا اعمارهم وفنهم لصالح قضيتهم ولعبوا دورا كبيرا فى الحراك الفنى للفن الملتزم وعرفوا بقضيتهم وارهبوا عدوهم بسن قلمهم منصرفين عن تحقيق المجد الزائف والشهرة التى تقوم على الزيف والمداهنة
رحم الله طلعت وان غال بجسده فسيظل باقيا بروحه و خالدا بفنه
|