عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 05 / 2008, 49 : 12 PM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رسائل من تحت الحصار

هوالحصار إذن ، الذي جعل روحين متباعدتين تعبان من كؤوس الألم و تتجرعان مرارة البعد ...الفراق عادة ما يعطي للنفس المجال الخصب لتحسب ألف حساب ، ويلفها بالشكوك .. وربما صحت المقولة "البعيد عن العين بعيد عن القلب" .. لكن النفس مع اليأس بمثابة البذرة التي صارت نبتة .. تتطلع للنوروالهواء .. لا رسائل اليوم ؟ .. إذن هناك رسائل الأمس وألبوم الذكريات .. لا بد من فك الحصارولو بذكريات الأيام الأولى والحب قد بدأ يغزو حنايا القلب .. " هل ستحبني؟"..
بديعة هي تلك الصورة المشتركة بين الحبيبين .. الشمعة .. رمز التضحية .. كل يستنير بها ويبثها شكواه .. ولكن الأبدع من هذا هو هذا التقمص العجيب لشخصيتين .. وكأني بك ، ميساء ، تغلغلت في أعماق نفس ذاك المحب الولهان قبل أن تأخذي وجهتك إلى العاشقة الحزينة .. أيلول ؟ .. هل هو خريف العمر ؟ أم خريف الحب ؟ .. أنا أميل إلى خريف العمر مادام أنه جاء مرتين هذا العام حسب قول الحكيمة .. معناه أن العمريجري سريعا ..الواضح أنه قرب نهاية شيء .. ومع الحصار يزداد كل شيء ذبولا واحتضارا .. وهذا من صفات أيلول .
أرجوك .. فكي الحصار .. كيف ؟ هذا الرجاء صدرمنه ولم يصدرمنها .. معناه أنه عاجز ويائس .. بالمقابل نجدها تقول في نهاية رسالتها : أنا وأنت و هذا القمرالحزين نرزح تحت نيرالحصار .. هنا رغم اليأس ، نجد ذرة من الأمل .. الأمل في أن نكون معا.. ومع ، قد نصنع المعجزات .
كان لا بد أن أقتبس شيئا من الرسالتين .. اخترت صورتين معبرتين عن حالة من العشق واليأس تحت نيرالحصار :

الرسالة الأولى :

اليوم وفي هذا الجو الخانق أرسلتُ إليك أنفاسي على أمل أن تحضنيها ، تضميها إلى صدرك كما كنت تفعلين حين كانت تنتابك نوبات العشق المجنونة التي سحرتني بك وأفقدتني لبي وصرت أسير خلفك كالتائه وأنت أنت بوصلتي .

الرسالة الثانية :

في كل ليلة أحمل شمعة حزينة وأذرع بها تلك الطرقات التي كانت تجمعنا ، أجوبها مرارا ً ، أبحث فيها عن خيال لك منسي على أحد الجدران ، أفتش فيها عن ظل خطوات لك تأخرت في عودتها ذات مساء ، أقود شمعة هزيلة تدلني على شرفة نافذة أتلصص منها بريق عينيك وبحة همسك ومن ثم أعود أدراجي كل ليلة خالية الوفاض إلا من شمعة ذاب عمرها وهي ترافقني في اقتفاء أثرك .

هذه إيماءة خفيفة توحي بأن مرسل الخطاب الأول اكتفى ببث شكواه ولواعج غرامه أمام شمعته .. بينما صاحبة الخطاب الثاني حملت شمعتها و انطلقت تجوب بها الشوارع لتبحث عنه و لو كان طيفا من ذكرياتها معه.. وفي هذا تحدي للحصار ..
قبل الختام ، لفت نظري هذه الجملة : ولكنني لم أتخيل في حينها أنك ستقعين .
حاولت أن أجد لها مضمونا وأفك لها رموزالكنني سرحت بعيدا دون نتيجة ..
رائع ميساء هذا الإبداع .. ربما كنت مضطرة لتفسير سبب اختلاف تصرف كل من العاشقين وهما في ظل الحصار كما أسلفت في آخر تعليقي ، وهل هذا معناه اختلاف في طبيعة الرجل المحب والمرأة المحبة ؟.. لكني لن أطالبك بشيء سوى.. المزيد من هذه الروائع .
دمت بكل المودة
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس