رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
أستاذي الكريم عبد الحافظ الموضوع شيق و هام جدا و له أبعاد و جذور ليس من السهل الإحاطة بها و لا تتبع تفرعاتها لكني سأقدم تصورا أحاول من خلاله الرد على البعض مما تفضلت بطرحه
1- كيف تعاملنا مع المذاهب النقدية الغربية ؟
تعاملنا معها تعامل الأضعف مع الأقوى لا يخفى على أحد أن الشعوب العربية عانت من الاحتلال طوال عقود و دمر المستعمر البلاد و العباد حيث لم يترك للحضارة معالم و لا للتراث وجود ....خرج و ذلك بعد أن نهب خيرات البلاد المادية و البشرية و تركها قاعا صفصفا في حاجة للمعونة لإعادة البناء و الثقافة هي إسمنت المجتمع الذي يجعله يتواصل و يتماسك و كما تقترض البلدان الفقيرة المال من البنوك العالمية فهي أيضا تستورد الثقافة و العلوم الضرورية لإعادة بنا الإنسان الذي دمر فيه الإستعمار هويته و طمس فيه معالم مخزونه التراثي ليجعله ينظر إليه بازدراء و يقول عنه تخلف هي السلطة الإستعمارية التي تهزم الإنسان من الداخل لتجعله يعيش الفراغ و يبحث عن طريقة لإشباعه حتى يشعر بتوازنه الفكري الثقافي الضروري لإستمراريته في الحياة
هكذا تخلينا عن مخزون تراثي لفائدة آخر ليس لنا به صلة قبلنا وجود المستعمر و تعاملنا معه و ذلك بخدمته ليجعلنا في خدمة فكره و نظرياته التي تعتمد على عقل قاصر و متحول ليس له ثبوت فهو دائما في طور التجربة و كلما أثبتت نظرية فشلها إلا و صدرها لنا لنجد مادة تشغلنا عن البحث الجاد و النابع من الجوهر الإنساني القادر على هزيمة كل التحديات و صياغة حلول جذرية لمشاكله الفكرية الثقافية و الإجتماعية السياسية و التي لها خصوصيتها و تجذرها في البيئة
هكذا نتعامل مع الثقافة الغربية دون أن نفكر في خطورة ما يلقى إلينا من نفايات فكرية أدبية قاتلة للعقل العربي لأنها تعطيه وهم الإكتفاء الذاتي باسم التجديد و مصطلحات رنانة أخرى مثل ما قبل الحداثة و الحداثة و ما بعد الحداثة .....ما أصل هذه الحداثة ؟ لا أحد يعرف .... ما هي منطلقاتها و منتهاها ؟ أيضا ليس هناك جواب شافي
خطورة هذه النظريات المستوردة تكمن في المنطق الذي نتعامل به مع الأشياء و هذا أخطر شيء في الموضوع لأنها تؤسس إلى مشروع تفتيت الفكر لينتهي الإنسان بقبول الأمر الواقع و تفتيت الوطن
ربما في جوابي هذا قد أكون تجاوزت السؤال لكني حاولت الإجابة على طريقة تعاملنا مع النظريات الغربية و هدف المستعمر من ترويجها
يتبع

|