رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى
- لقد تأثرت الذائقة العربية بإفرازات هذه التيارات و التي هي و ليدة عقل حضاري عاش في غير بيئتنا له فكر يناسب محيطه التاريخي و الثقافي و الاجتماعي و السياسي و التي شكلت عقل الإنسان الغربي و جعلته يفرز أدبا و فكرا اختزله عقله ووجدانه منذ قرون.... فكيف لنا أن نأتي بما اختزلته أدبياته لتطبيقها على بيئة عربية إسلامية لها خصوصياتها و جذورها الغائرة في عمقها التراثي و الحضاري ؟
تأثر الأدب العربي بالمناهج النقدية الغربية التي غيرت معالم المشهد الثقافي و جعلته يفقد تألقه و إبداعه ليكون باهت الملامح عديم الجدوى بل يصبح سلاحا قاتلا للفكر العربي الخلاق يقول أبو تمام
السَّـيْـفُ أَصْــدَقُ إنْـبَــاءً مِـــنَ الـكُـتُـبِ
فِـي حَــدهِ الـحَـدُّ بَـيْـنَ الـجِـد واللَّـعِـبِ
لأقول أن الكتاب أصدق إنباء من السيف فهو قد قطعنا عن جذورنا دون أن نشعر و طمس معالم الهوية العربية الإسلامية من كتاباتنا ليجعلها مغتربة غريبة ربما لأن البعض منا أغرق في حياة غربة استوطنته ليعيش بمنطق الغرب يتبنى نظرياته و يدافع عن وجوده المحتل للفكر و الأرض العربية
5- في هذا الوضع المتشظي أصبحت هناك فوضى عروض نقدية لاختلاف المدارس و التي أصبحت لها تفرعات لتجعل من النص جثة هامدة على مائدة التشريح و كأنه جسم غريب اسقط علينا من خارج الكرة الأرضية هذا المنطق قتل الإبداع و المبدع لتصبح النصوص تتناسل من بعضها البعض كغثاء السيل
6- هل يمكن الوصول إلى نظرية نقدية عربية ؟
أقول أن النظرية النقدية العربية موجودة في تراثنا و أدبنا و في فكر و عقل المبدع فكل من يكتب هو ناقد و كل ناقد هو أديب و إذا انتفت هذه المعادلة فقد الأدب من الناقد و النقد من الأديب و أصبحنا نعيش فوضى الخيال على أرض واقع النقد
كل الشكر لأستاذي عبد الحافظ الذي أتاح لي فرصة التواصل معكم و التعبير عن كل من الكاتب و الناقد و الحامل لهَمِّ الكتابة و الإبداع الذي فقد معناه و مبناه ليحتل ساحته خيال الصورة و فوضى الحس و قد قتل هذا مفهوم القراءة الواعية و مع الأسف الشديد نحن أمة اقرأ أصبحنا لا نقرأ

|