03 / 05 / 2008, 39 : 10 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
|
بانوراما الإحترام والإختلاف والله
كثير من المواضيع ترتكز على فكرة أساسية في بنائها لكن ما يحدث معي أحيانا أنني أجد أفكارا في ذهني مرتبطة ولو بحلقات خفية ولأني كما أراها أكتبها فإن المقال النهائي يصير مشابها لبانوراما متعددة المشاهد.
"الإحترام و الإختلاف و الله" ثلاث كلمات تبدو منفصلة لكنها في الحقيقة ربطت بيد الإنسان ولسانه وأفعاله ورؤاه خاصة في عصرنا هذا.
كل فرد ما يشبه جميع الناس في بعض الوجوه, و يشبه بعض الناس في بعض الوجوه, غيرأنه في نفس الوقت لايشبه أحدا غيره من الناس".هذا ماقد نجده في كتب علم النفس الحديث وما يمكن إختزاله في أن كل فرد فريد من نوعه!
وإننا إن آمنا بهذا فإنه من الضرورة إعطاء مساحة لكل فرد ليعبر عن ذاته وكنهها و رغباته ومتطلباتها و التي قد تختلف عن ما نتوقعه أو نرجوه أو نريده.
لكل منا عالمه الخاص بنوافذه و أبوابه وكواليسه وسراديبه وحتى أسراره.
مايكشف للآخرين دوما هو جزء من البوزل اللامتناهي القطع الذي يمثل برمته شخصياتنا و ذاتنا.
وجوهنا التي تتشابه مع كل الناس تجعلنا مخلوقات اجتماعية و تساعدنا على تأدية وظائفنا المرتبطة بالآخرين, تجعلنا نقدم خدمات و نتلقى مساعدات ونفهم و نفهم في إطار واسع و عريض.
وجوهنا التي نشترك بها مع فئة محدودة فقط من الأشخاص تقيم ألفة وتجاذبا بيننا وبينهم.
تولد على يد هذه الوجوه صداقات حميمة و تزاوجات متينة و حكايات إنسانية بديعة.
كم مرة أرغمتنا الحياة على صحبة لم نستطع تحملها ومع كل الوعي و التفهم الذي حاولنا إبداءه فشلنا في خلق التوافق.
ولعل حكاية زيد ابن حارثة و زينب بنت جحش من عمق تاريخ الدين الحنيف أوضح مثال على ماذكرت فمع أن الإثنين كانا مسلمين ,متمرسين, مطيعين و صالحين إلا أن زواجهما فشل و لم يكن من طلاقهما بد.
وفي نفس الوقت يجدر أن نقول أن هناك أشخاصا مروا في حياتنا بسرعة الظلال و الأشباح لكن فكاهتهم أو مرحهم أو صدقهم أو حضورهم بشكل عام أثر فينا التأثير البالغ و جعلنا نذكرهم دوما وأبدا.
الإختلافات موجودة و التشابه أيضا لكن التطابق منعدم لهذا فالإحترام أساسي في التواصل مع أنه قد يكون صعب الإستدرار و الإستصدارأحيانا.
فهاأنذا مثلا أتوقف عشوائيا بإحدى القنوات التلفزية العربية وأجد برنامجا تديرحواره مذيعة أنيقة وباستضافتها مطرب خليجي لفتت ضحكاته إنتباهي.
لأنه كان يضحك ويغيرتقاسيم وجهه بشكل يثير التساؤل عن سوى شخصيته فلو كان غربيا لاستنتجنا بسهولة أنه شاذ.
بقيت مشدودة للبرنامج أترقب ماستجود به قريحة هذا الفنان "الظاهرة" إلاأن سمعت إجابته عن استفسارالمذيعة , فقد سألته هي عن سر السبحة الحمراء الملتوية على يده و العصا الرفيعة الحمراء التي يضعها على الطاولة فأجاب:
لقد كنت في إحدى المرات في إسبانيا وحضرت عرضا لمصارعة الثيران و شاهدت الثور يتتبع المنديل الأحمر و يركض نحوه وقلت في نفسي ياسبحان الله "
وهنا سأتوقف قليلا لأتساءل و أحير قليلا بشأن كلمة"الله" التي صارت على لسان المشاهير والمشبوهين وعابري السبيل فبوش يقتل شعوبا و يطلب مباركة الله ويقول أن مايفعله أيضا من أجل مرضاة الله و المطربات الراقصات العاريات يشكرن الله لأن التوفيق والشهرة التي نلنها من عنده وهذا "النجم الخليجي الضاحك" لايتوانى أيضا في ذكر الله.
يال الإيمان و الدروشة!
بعد سبحان الله أضاف ضيف الحلقة:"هذا ثورضخم و يثيره اللون الأحمر فكيف لن يثيرنا هذا اللون نحن البشر, و من يومها قررت حمل هذه السبحة الحمراء و العصا.
وبعدها اكتشفت أيضا أنني ضربت عصفورين بحجر واحد فقد صار لي شعار أو أدوات تميزني مثلما كان لشارلي شابلين قبعته و عصاه اللذان اشتهرا بهما".
لم أعرف بعد وصول هذه الإجابة لدماغي إن كان علي أن أضحك أم أبكي ,أن أسخر من هذا الرجل الذ ي يعتبر شخصيته متميزة ومثيرة للجدل أم أن أبكي على حال النجومية و الفن في بلادنا.
لكن الأفظع أنه صعب علي إقناع نفسي باحترام نموذج بشري كهذا مع أن المبدأ واضح "كل فرد فريد من نوعه لاشيء يستدعي الإستغراب . علينا محاولة تقبل و استيعاب و فهم الآخرين و احترام رغباتهم."
صعب احترام من يتصرفون بطريقة تنافي أخلاقنا أو المعايير التي نبني عليها تقييم الآخرين.
لكن من المحزن أيضا أن نبحث لأشخاص شهدت الإنسانية بحكمتهم وإنسانيتهم عن حجج وقصص لجعلهم يشبهوننا فنقدرهم مثل ما حدث مع فكتور هيجو الذي عندما اقترب أجله أحضر له كاهن فرفض قائلا ما مفاده أنه لا يحتاج لإنسي وسيط بينه و بين الله.
ليبني البعض على هذه الحادثة ومثيلاتها قصة أن هيجو كان مسلما و اسمه أبو بكر هيجو؛ فهل هيجو عليه أن يصير ابا بكر لينال حبناواحترامنا!!!
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
التعديل الأخير تم بواسطة نصيرة تختوخ ; 12 / 10 / 2009 الساعة 41 : 01 PM.
|
|
|