الغالية الأستاذة هدى الخطيب
آسفة بالتأخر في المشاركة بهذا الحوار الاستبياني الهام جداً , مع انني
تابعتُ مشاركات الزملاء والزميلات باهتمام , ووجدتُ ان الأستاذة ميساء
قد أوفت الموضوع بمشاركاتها القيّمة .
إن للصلاة في الإسلام منزلة عظيمة فهي عماد الدين و عبادة تتضمن
أقوالاً باللسان وأفعالاً بالبدن وهي صلة العبد بربه , و سبب في رقيه
في مدار الإيمان والإحسان وسبب في تمكنه من مكارم الأخلاق وبعده عن
الفحشاء والمنكر .
والحديث عن فضائل الصلاة ومنافعها لا ينتهي وفوائدها لا تقتصر على ما
يناله المسلم في الآخرة , بل تشمل البدن أيضاً بفوائد يحصل عليها في الدنيا.
فالمسلم حين يؤدي الصلاة يقوم بتمارين تشمل جميع البدن , ففي كل حركة من
حركات الصلاة تتأثر العضلات والمفاصل والأوتار وتؤدي الحركات إلى تقويتها
وتنشيطها .
ومن الفوائد الجسدية أيضاً تفريغ الشحنة الكهربائة الزائدة في الجسم عندما
يسجد الإنسان , وتحرك الدورة الدموية , وكذلك الوضوء قبل الصلاة فيه نظافة
كاملة للجسم .
عدا أن للصلاة فوائد كثيرة من النواحي الخُلقية والاجتماعية والنفسية , ولها
قيمة تربوية في تعويد الفرد على النظام والدقة والمحافظة على المواعيد , والصدق
والإخلاص والتعاون والعمل مع الجماعة .
أما الفائدة الروحية التي نجنيها من الصلاة فهي الصلة القوية التي تربط بين العبد وربه
فتقربنا من الله وتغذي روحنا وتبتعد بنا عند أدائها عن هموم الدنيا ومشاغلها الكثيرة
وتريح قلوبنا وعقولنا وأرواحنا .كما أنها تُنبت في قلوبنا السلام والطمأنينة بكثرة مانردده
بالصلاة من آيات وأدعية والصلاة على سيدنا رسول الله , وتعطينا فرصة أطول للوجود
في حضرة الله عز وجل والتلذذ بالقرب منه .
ونرى عندما لا نخشع في الصلاة كيف أننا نبتعد عن الصلة مع ربنا ونشغل بها انفسنا
بالهموم ومشاغل الحياة . وعلينا أن نعلم أن هذه الفوائد جميعها تعود علينا لا على الله عز وجل , والله تعالى
لم يفرض الصلاة علينا إلا لصالحنا نحن , وما غضبه عندما لا نؤديها إلا لأننا
ظلمنا أنفسنا فقط .
[size="5"]
وتقبلي فائق محبتي وتقديري .[/
size]