عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 03 / 2012, 32 : 01 PM   رقم المشاركة : [10]
خالد مخلوف
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية خالد مخلوف
 





خالد مخلوف is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: دلاته (صفد) فلسطين

رد: يوم الأرض/ أمنا يا أرض الجذور ويا جرحنا الحي

دمعة خبأتها عيون أمي في يوم الأرض
هل تتألمون ؟
هل تتوجعون ؟
إذا ًفتألموا وتوجعوا..
أخي وأختي في الألم .
مثلكم نتألم منذ ما ينيف عن الستون عاما ً..
والوجع يأكلنا وينهشنا ،كل صباح وكل مساء ..
كل عيد ،وكل فرح كان الألم رفيقفنا .
أوجاعكم نشعر بها ،لأننا أكثر من يشعر الوجع ولا يعرف طعم الوجع إلا من عاش الوجع ،أسياد الألم والوجع نحن .
تقولون أنتم المرابطون .
مرابطون مرابطون
الدمع صار رفيقنا
وصديقنا وحبيبنا
الدمع جار ٍفي العيون
الدمع جارٌ للعيون
تتألمون فنألم
ونألم ياليت
أنتم تألمون
اليوم وأنا أتابع الأخبار مع أمي واليوم يوم الأرض
تلك الأرض التي ما فتأت أن تزرعها بصدري
وكم من المرات والمرات لاأحصيها أخبرتني فيها
كيف خرجوا من البلد وهي لم تكن سوى إبنة
الأربعة عشر ربيعا ترافق أمها وكل ما أخذوه
معهم تنكة دبس وبعض أرغفة الخبز .
لعلها كانت الوطن البديل لجوع قد يلاحقهم
يقول المذيع وهو يذكر الآن الأوضاع على
كل الحدود المتاخمه لبلادي لفلسطين ويذكر
فيما يذكر من تلك البلاد مارون الراس
فأنظر لأمي لأرى أنها تحاصر دمعة ً
خوفا على حزني وإشتعال بركان غضبي
فهي تذكر أنني أحفظ تماما ما إختزلته
ذاكرتها كيف خرجوا من قريتهم القابعة
على جبل صفد وكيف إجتازوا الجبال والأودية
ليصلوا إلى مارون الراس في لبنان ومن لبنان
إلى دمشق ومن دمشق إلى سهل حوران وكل
رفيقهم تنكة دبس وبعض أرغفة أكلوها
في رحلتهم والكثير الكثير من الخوف
والقلق والذل والإنكسار وتذكر أنها حدثتني
أن تنكة الدبس إثقبت وهم في مارون الراس
وكيف بحثوا عن من يلحم لهم تلك التنكه
فقد كانت هي كل ما يملكون وقتها أذكر تماما ً
وجع أمي كأني أنا الذي عشته ولا تفارقني صورة
فتاة عمرها أربعة عشر عاما تقطع الجبال والأودية
وعلى رأسها تنكه من الدبس هي ذي أمي
وكم ناموا على الأرصفة وفي الطرقات
كم من التعب نال أهلنا وكم من الوجع والألم
كانت حصتهم .
وأرنو بطرف عيني خجلا من تلك الدمعة
التي خبأتها أمي خوفا ًوإحتراما ًلحزني وغضبي
ما أجملك يا أمي وأنتي في قمة الألم تحبسين دمعك
خوفا ًعلى ألم الصغير أنا
ما عاد لي قلب على المتابعه أنتظر بفارغ الصبر
خروجها لأبكي وأبكي وأبكي تلك الدمعة المخبأة
فهل تتألمون ..
إذا ً فتألموا ..
لتعرفوا هو صعب طعم الألم
ولتعرفوا كم هو أصعب إحتمال الألم
وحبس الألم .
يوم الأرض
هي جزء من التغريبة الفلسطينية
هي قصة من آلاف القصص التي
يختزلها شعبنا
يا الله كم أبكي الآن وكل الدموع
لا تطهر قلبي المعجون بالألم
توقيع خالد مخلوف
 
هناك عند النفق الاخير
عند الغياب
في الممر المؤدي
إلى الحب إلى الحياة
ستجدني
أنتظر

· هل كنت محتاجا أن تحدث نفسك؟؟؟؟

وأتعجّب كم تعرفها لتلك النفس... نفسك!!!
كم هو جميل وأنا أتخيّلك تحيك نفسك
على مرّ السنين بخيوط من حرير الوطن والحب...

أيها المنتظر بقربي عند نفق الغياب..!!

خالد مخلوف غير متصل   رد مع اقتباس