[عبد الحافظ بخيت متولى]

سيدى الكريم
أرجوك لا تسرف فى التفاؤل ولا تنبهر- وانت من انت فى الفكر قراءة المستقبل العربى بشكل منهجى- بمثل هذه الوثائق التى تتخذ خطوة مرحلية للتمكن من سدة الحكم ثم ترى أن الوضع قد اختلف وأن البرجماتية صارت تطفو على السطح ولنا فى تجربة مصر خير دليل فتجربة الاخوان فى مصر بدأت على نظام الخطوة خطوة فقد اعلن الاخوان فى بداية الثورة عن طموحهم فى دولة مدنية تساوى بين الفكر الدينى العقلانى والديمقراطية الحقيقية وتسعى الى تدشين قيم الحق والعدل والمساواة وتعلن زهدها فى المناصب حتى انها لاتطمح فى اكثر من 25% من مقاعد مجلس الشعب وكانت دهشتى تشبه دهشتك الى حد ان سالت نفسى : هل من المعقول ان تنتقل الجماعة من الوهابية الى فكر ابن رشد؟ ولكن تكشفت الامور بعد ذلك الى نظام ميكيافللى واضح جدا عند الجماعة
واتصور ان ما اعلنه الاخوان المسلمون فى سوريا هو نوع من لفت الانظار اليهم والالتفاف حول مشروع واحد مبهر يرفع اجندتهم السياسية بين الجماهير المتطلعة الى الخلاص من نزظام قمعى الى نظام يعلن الحرية والعدالة والمساواة وبعد ان تتمكن الجماعة من ذلك يتفتت هذا المشروع ويتخبر فى وقت لايجدى فيه نفعا وهنا اتصور ان مقومات "الرينيسانس" الوربى تختلف عن المقومات العربية كثيرا وهذا يجعلنى مع احترامى افكرك ورؤاك التى تقنعنى كثيرا ان الاسراف فى التفاؤل لا مبرر له الان وارجو ان يكذبنى حدسى الذى يلح على كثيرا بان ما نسمعه سوف يخالف التطبيقة التجاربى فى الواقع العربى واظننا نسير الى نظام الخلافة الاسلامية ولعلك تدرك معى هذا المعنى
كل محبتى وعظيم تقديرى