[رأفت العزي]

على طريقتي ودون مواربة .
الأستاذ الفاضل نبيل عوده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخصيا تربيت في بيت قومي عربي فيه الناصري وفيه البعثي ، وكان في جنباته أيضا " إخواني " أتذكر
بأنهم كانوا يقولون لي : خالك من جماعة " النبهاني " ( فرع من الإخوان ) وكنت بين وقت ووقت أشهد
على نقاشات حادة جعلتني اميل فكريا إلى جانب القومية العربية .. وأنت تعرف مشكلة الفلسطينيين في موضوع
السياسة حيث لا يوجد بيت إلا وفيه آراء مختلفة لم يتفقوا يوما على رأي واحد ، علمتني التجربة : الإنصات والجدل .
حب المعرفة و أبعدتني عن ردّات الفعل العاطفي وجنبتني الوقوف موقف الانتهازي ؛ الإخوان هم تاريخ انتهازي بطبيعة الحال ،
وأول من انتهزوه هو الله بل إنهم وعبر التاريخ قد صادروا الله والمنابر والعمم واستفادوا من جهل الناس حتى أقصى ولن أزيد .
بعض الشيوعيين العرب كما يصفهم كثير من اليساريين انتهازيون ايضا ، ومواقفهم السياسية كانت في بلاد الشام مواقف
مشتركة مع الإخوان ، فالشيوعي والإخوان كانوا من أشد الناس عداوة " للبعثيين " حتى منذ أيام ما كانوا يوصفون
" بالأنبياء الصغار " وقبل أن يحكم الحزب وقبل حافظ وبشار الأسد بعشرات السنين وذلك بسبب المسـألة العقائدية
ولو تعمقت قليلا أيها الرفيق في المسائل الفكرية للبعث وفكر الإخوان سوف تجد أن جماعة الإخوان ، تنظر إلى
حزب البعث نظرة أشد المعادين ، بل وترى فيهم بأنهم من أكثر الناس إعاقة لتقدمهم عبر تاريخ وجودهم السياسي
إذا كان يكفي أن يقولوا عن الشيوعي بأنه كافر حتى يعزلوه عن الناس ويبعدون عنه الجماهير أما القومي العربي فلم
يفلحوا معه إلا باختلاق الأكاذيب حوله ليحاربوه ابتداء من عبد الناصر حتى بشار الأسد وهم لم يستخدموا السلاح إلا
عندما شهروه لقتل ناصر ثم لقتل كل بعثي ومنذ 1963 .
أما تلك الورقة الإنشائية الهزيلة ( الكبي أند بيست ) فلا اظنها خدعتك أيها الرفيق إنما هي السفسطة والأحقاد والمراهنات
الخاطئة التي أصبحت بالنتيجة السور العالية لسجن التحليلات والتنظيرات التي جعلت البعض يحددون مواعيد لسقوط النظام
وتفتت الدولة السورية فمن المعيب تزيين القبح والتمسك بقشة وهمية يعتقد الساقطون في أخطاء بناءهم " القولي "
وليس الفكري / أنها ورقة سوف تنقذ ماء وجوههم التي اسودت وتنقذ عقولهم التي سقطت مع سقوط المؤامرة على سوريا الوطن .
الغريب العجيب هو انه عندما قلنا الشعب اختار حماس ، قيل بأن ذلك غفلة من الزمن وهي مبرر ليهودية الدولة
( المقصود كيان العدو ) فهل هي صدفة يا مولاي أن رهطا من السياسيين والكتاب أكثرهم حماسة سمير جعجع
يرحبون وترحبون بنفس البيان وبنفس الحماسة أم أن اسلام الإخوان أعجبكم فقط لأنه يعادي النظام القومي ،
العربي ، البعثي ، الأسدي، العائلي ، كما شئتم سموه .. فهو باقي غصبا عن الإخوان وعصاباتهم الإجرامية
وأشختهم وبإرادة الشعب السوري الحامي الأول والأخير لدولته ونظامه
وسوف تُثبت الوقائع بأن البعث نفسه والحركة القومية العربية في بلاد الشام ستكون هي المقبرة للإخوان وليس فقط العائق
وقد فضحوا على كل حال .

السؤال هنا وتعليقا بسيطا على هذا البيان : ماذا تبقى من الإسلام الذي فصلوه لنا منذ ثمانين عاما وفلقو سمانا بتنظيراتهم ؛
فإذا كانوا يقاتلون من أجل دولة " مدنية " فلماذا اتهمونا بالكفر فيما مضى أم إنها إرادة واشنطن التي صاغت البيان لتخدع
حتى الذين يدعون علمهم بالفكر والسياسة !
قال لك استاذي عبد الحافظ : " لا تسرف فى التفاؤل ولا تنبهر" فالضوء المبهر يجعلنا لا نرى امامنا لبرهة من الزمن ايها العزيز