رد: هل بدأ "الرينيسانس"* في الشرق؟!
الزملاء الأعزاء
كما ترون مقالي مليء بالتردد والحيرة.. ولكني اتعامل بالوسخ الذي اسمه سياسة.واجد نفسي مضطرا امام بيان يحمل افكارا انقلابية من حركة اسلامية الى تدوينه والتعقيب عليه.
\لا اثق بالدين السياسي .ولا بالاسلام السياسي. والنموذج واضح في غزة.. ارادوا الديمقراطية طريقا في اتجاه واحد. الوصول الى السلطة. ثم اعلنوا انهم في طريقهم لبناء المجتمع الاسلامي في غزة تمهيدا لبناء الدولة الاسلامية في فلسطين ( من يريد مثل هذه الدولة؟) وقاموا بانقلاب وسحل مئات المعارضين وفلسطين تحت الاحتلال.مبررين عمليا تصرفات المحتل الغاصب.والاسلام السياسي شاهدناه في افغانستان في الصراع بين تنظيمات مختلفة.ورأينا جرائمه في الجزائر بقتل أكثر من 100 الف انسان بريء. وفي مصر ارتكبت جرائم ضد السياح وضد ادباء ومفكرين وضد مواطنين والخوف كبير من سيطرتهم على السلطة بان تعود مصر للقرون الوسطي ولما يشبه محاكم التفتيش .. وربما أسوأ.
ومع ذلك اكون بلا ضمير اذ1 لم ارحب ببيان الجماعة الاسلامية السورية. ارحب ويدي على قلبي ان تكون لعبة .. ولكنه موقف مفاجئ وغير تقليدي وهام .
يظهر ان قادة الحركة يفهمون اشكاليات وصولهم للسلطة ويفهمون ما هو النطق السياسي لنظام دولة حديث.لا مصداقية في اعلانهم؟ السؤال مشروع ويجب ان يطرح.
البيان هام. نقطة. لا يكفي .. يجب ان يتحركوا اعلاميا على الأقل ضد الظواهر السياسية الاسلاموية من رفض الآخر والتحريض على مواطنين من طوائف واثنيات غير اسلامية. ونقد لظواهر الفتاوى المعادية لغير المسلمين.. والهرطقية ، على الأقل لنلمس روحا جديدة..
هذا غائب حتى الآن.. ويبقى المقال محدودا بظاهرة اعلان بيان. البيان بحد ذاته قاعدة مقبولة على جميع المواطنين ... بغض النظر من صاغه.
المفاجأة الايجابية التي واجهتني بعد نشر مقالي ان الفكر العربي يقظ ولا يضلل بسهولة.ويتعامل مع الطروحات ليس بنصها انما بمضمون الحركة التي تقف وراء النص.
وما زلت اسأل نفسي بحيرة .. من أين لهذه الحركات السياسية الدينية المتزمتة هذا الامتداد المدمر داخل المجتمعات العربية؟
هذا لا يعني ان مشاركة حركات اسلامية اصولية في الربيع العربي يعني ان نرفض الربيع العربي. يجب التمييز بين واقع فاسد ونظام انهى مشروعيته، وبين اهداف الربيع العربي المشروعة بنظام ديمقراطي تعددي نيابي تداولي ومساواة بين المواطنين نظام ينبذُ الإرهابَ وتسوده العدالة والقانون والفصل بين السلطات.
واعتقد ان الأستاذ حسن سمعوان أيضا لا يرفض هذا المبدأ !!
والحوار بيننا والجدل الفكري ليس بهدف ان نغلب بعضنا البعض على الورق بل بهدف الوصول الى صيغة تضع العالم العربي في مسار التاريخ البشري، وفي طليعة الشعوب التي تبني وتطور وتساهم في الحضارة الانسانية.
|