[نبيل عودة]

الأستاذ عبد الحافظ بخيت متولي
انا متفاجئ من ردود الفعل السلبية بكل ما يخص الحركات الاسلامية. واصارحك اني اقبلها بل وانا اعنف في موقفي منها ولكني انشر مواقفي باسماء مستعارة بسبب التهديد الذي تعرضت له في فترة سابقة. وكنت مترددا من نشر هذا المقال باسمي.
من الواضح ان الاستبداد الديني يلتقي مع الاستبداد السياسي. وكل طرف يخدم الآخر. حتى النظام الذي يدعي العداء للأصولية الاسلامية يتحالف معها "من تحت الطاولة" ويرعاها لأنها تنشر الوهم بين الجمهور بانتظار رحمة السماء وتدافع عن اولي الأمر وتنشر الفكر الغيبي الذي يخدم نظام الاستبداد بتوجيه غضب الجماهير المسحوقة نحو الأقليات.
ولكني اجد نفسي بحيرة كبيرة امام بيان انا مستعد للتوقيع عليه بعشرين اصبع.
اميل الى التوجس ومقالي واضح باني لا اثق باي اتجاه سياسي يقدم نفسه بغطاء ديني .. انا علماني ، بل ولا ديني بشكل مطلق ومنذ كنت قي الثانية عشرة من عمري واصطدمت مع معلم الدين ( المسيحي في مدرسة ارسالية معمدانية) الذي حاول ان يحرضنا ضد المشاركة في مظاهرة اول ايار في الناصرة ، التقليدية للعرب في اسرائيل وينظمها سنويا حتى اليوم الحزب الشيوعي. فرددت عليه بعقلية الطفل مصرا ان المسيح لو عاش اليوم لكان شيوعيا ولشارك في مظاهرة الشيوعيين وان الكفار هم الذين يمنعون الطلاب من التظاهر في هذا اليوم . فطردت من المدرسة وتحررت من الدين بعقلية الطفل قبل ان ابدأ دراسة الفلسفة وتطوير وعيي الفكري والسياسي على قاعدة علمية وعقلانية !!
ما كنت لأكنب هذه المداخلة بصراحة لولا مفاجأتي الكبيرة والرائعة بان المفكرين العرب لم يفقدوا بوصلتهم.وان الأصولية لم تنجح ببث فكرها المدمر للمجتمع والانسان. هذا هو الضمان لمستقبل الربيع العربي ولو بعد هبة اخرى. نظم الطغيان والقمع والتحكم بمصائر الجماهير واحزاب اولي الأمر وولاية الفقيه واهل الجنة واهل النار وتكفير المختلف وانتظار رحمة السماء انتهت صلاحيتها تاريخيا وهي تعيش على حساب وقت فائض. نأمل ان لا يطول وان لايكلف اسقاط القوى الأصولية التي صعدت على الموجة اكثر مما كلف الربيع العربي حتى الآن