عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 04 / 2012, 57 : 12 PM   رقم المشاركة : [22]
منجية بن صالح
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية منجية بن صالح
 





منجية بن صالح is on a distinguished road

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى



أزمة العقل و الفكر العربي

يعاني العقل العربي من أزمة حادة قضت على قدرته الفكرية الناجعة و هذا له تأثير خطير على الخطاب و السلوك فعندما يصاب العقل بشلل أساسه الجهل تصاب كل أعضاء الجسد الحيوية و الفاعلة بالعجز و يستسلم الفكر للأمر الواقع و يعيش الإنسان التواكل و التحلل و الإنحلال الأخلاقي و الثقافي و التغريب و التهويد على مستوى الفكر في البلدان العربية و مظاهره التطبيع و على الأرض في فلسطين و ما تعانيه من تهويد للأرض و المقدسات ففقد الهوية و عدم الشعور بالإنتماء لأرض ووطن و محيط و دين يجعل الإنسان في مهب الريح تتقاذفه الأهواء و تصبح مرجعيته المكان الذي يتواجد عليه ليتصرف و يتعامل بالعرف السائد مقلدا شعائر المحيطين به لتجده مسيحي مع المسيحين يهودي مع اليهود فهو يلبس لباس أهل الدار و يذوب فيهم لتكون مرجعيته مرجعيتهم و خطابه متوافق مع فكرهم و سلوكهم هكذا يفقد الإنسان خصوصيته البيئية الفكرية الدينية و يصبح كقشة في مهب الريح يتبنى كل النظريات و يتعامل معها دون تفريق أو تمييز لنسمع من يقول أنا إنسان كوني ليس لي هوية أنتمي إلى الكون ليكون الفرد جسدا له جنس ليس له فكر يميز به بين الأشياء و لا قادرأن يدافع عن نفسه ليصبح مائع الوجود يأخذ شكل المحيط الذي يجد فيه نفسه غير قادر على أن يشعر بإنسانيته فيكون مفعولا به لا فاعلا و أنا هنا لا أعمم لكني أتحدث عن شريحة عريضة في المجتمع العربي و التي تعيش في الداخل و الخارج و النسبة الواعية هي محدودة و غير فاعلة

ففقد المرجعية يفقد الإنسان إحساسه بذاته كإنسان له قدرة مؤثرة على الخطاب و السلوك و الفعل الفردي و الجماعي ليكون كيانا متحركا و مستهلكا لا منتجا ليعيش حياته على خط مستقيم يبدأ من نقطة وجوده على الأرض يوم ميلاده لينتهي في أخرى عندما يطوى داخلها و ما أقصرها من حياة تدفن مع صاحبها و لا تترك أي أثر يذكر يستفاد منه ليعيش الإنسان حياته مقطوع الجذور كشجرة اقتلعت لتعيش الموت رغم وجودها في الطبيعة ككيان مادي

التخلي عن المعتقد الديني و الذي هو فطري فينا يفقد الفرد انتمائه الإنساني فيشعر كأنه أتى من فراغ ليروح إلى آخر و هذا صعب التحمل لكن هناك من تعود على هذا الفكر الإلحادي و الذي يجعله ينسلخ بسهولة عن حضارته و تراثه فإذا هو تخلى عن إنتمائه الوجودي و مرجعية خلقه فكيف له أن يتشبث بتراث و حضارة و انتماء إلى أرض و هوية ؟



منجية بن صالح غير متصل   رد مع اقتباس