رد: واقع اللغة هو انعكاس للواقع السياسي والاجتماعي
أستاذي الكريم نبيل عودة
وجدتني اقرأ هذا المقال الثري و الذي تناولت فيه حضرتك العديد من النقاط الهامة جدا و التي تعبر عن هم مشترك نعيشه و نحاول جاهدين إدراك مفرداته و لا يحالفنا الحظ في كثير من الأحيان لنجد أننا نتخبط بين مختلف المرجعيات لنأخذ من كل واحدة بطرف لتكون رؤيتنا أكثر ضبابية ونتوه بين االنظريات و الواقع و الخيال المشكل لطموحتنا و أحلامنا التي لا تتحقق بل تكون سراب فكر لا يستند إلى مرجعية ثابة و لا إلى حقيقة الواقع
بعض النقاط أثارت اهتمامي و لقد أتي في مقال حضرتك ما يلي
اللغة تعاني من حالة تكلس تشكل خطورة على مستقبلها و مكانتها بين اللغات الحية في العالم
حتى ندرك مفهوم مصطلح الحياة أقول ما معنى لغة حية ؟ فلا بد أن نحدد المفاهيم حتى نستطيع التواصل ربما ما تراه حضرتك حياة أراه أنا موت ليكون الأمر لا يتعدى أن يكون نسبيا هل أن اللغة الحية هي التي تستطيع نحت مصطلحات تعبر بها عن التطور العلمي و التكنولوجي؟ أم أن حياة اللغة تتعدى هذا المفهوم الضيق لأنها تخترق الزمان و المكان وهي الحقيقة الوحيدة الثابتة على الأرض و كل ما سواها متحول بما في ذلك كل العلوم الإنسانية و مصطلحاتها ؟
و أقول اللغة تكتسب حياتها من حياة قائلها لأنها وعاء يحمل فكر و فعل و مشاعر المتكلم اللغة لا تتكلس لأنها خطاب له معجم لغوي يحدد مصطلحاته معانيه ووجوده على الأرض يوظفه الإنسان للتعبير و التواصل لتكون لغته حية فاعلة في المتلقي أو خشبية خرساء تقابل بالصد لينشأ الصراع بين الأفراد و الجماعات و تصيبهم بالعقم و الموت الفكري و المادي على الأرض و ما الحروب الدامية التي نعيشها إلا مظهرا من مظاهر هذا التخشب الناتج عن تكلس الفكر الإنساني و عقمه وجهل استوطن العقل و شل قدرته الحية والفاعلة على الإدراك الواعي القادر على إستنباط حلول فردية في غياب الإرادة الجماعية لتجاوز التحديات التي تواجهه بالعمل على الأرض ليس بوضع نظريات و لا بالنقاشات التي لا تجدي نفعا و لا تحرك سكون موت الفعل داخلنا لنكون مفعولا به لا فاعلا على الساحة العالمية
و أقول أن حقيقة التكلس هي في الفكر و ليس في اللغة لأن اللغة هي وعاء حامل لفكر و الوعاء يكون على حسب المنتوج إما حديقة غناء على وجه الأرض أو قبرا تحتها هناك مثل فرنسي يستعمل عندما يصل النقاش إلى طريق مسدود يقول فلان وضع العربة أمام الحصان فاللغة لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون حاجزا أمام الفكر الحي و الذي تكون له القيادة و الريادة لا العكس
مع تحياتي و كل التقدير
|