هل الفلسطينيون مقبلون على نكبة ثانية ؟
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
لا يمكنني وأنا أشاهد تقارير أخبار على قنوات غربية ليست القضية الفلسطينية شغلها الشاغل تسلط الضوء على تداعيات حصار غزة إلا أن أقلق على مصير الإنسان في القطاع المنكوب وعلى وضع الفلسطيني بشكل عام.
ذاك الذي هجر قسرا إلى دول الجوار وترتج الأرض اليوم تحته بسبب الثورات وذاك الذي تطارده مخططات التهويد وهدم البيوت وذاك الذي يقف في صف طويل من أجل التزود بوقود أو الحصول على رغيف خبز شح.
إن الفلسطيني الذي كان ذات يوم مطاردا من عصابات الهاجانا والستيرن. والذي ظلت القرارات تصادر حقوقه وانتقل من الخيمة إلى المخيم إلى بيت في رقعة ما أو بقي في داره متشبثا بكل قواه وغرائزه، آملا في الغد يواجه اليوم قلقا جديدا يشكل الغموض فيه أكبر الهواجس.
الاستقرار السياسي غائب من حوله و يتهدد حتى جواره ومصيره ومصير قضيته لم يعد يسرق الأضواء كما كان.
من يراجع سير بعض الفلسطينيين ينتبه لتنقلهم بين محطات ومحطات خارج أرضهم . من بلد عربي لآخر إلى بلد أوروبي أو أمريكي...وكل ذلك وإن زاد في مخزونهم الإنساني والثقافي إلا أنه امتص منهم ولاشك جهدا جبارا وأثر على نفسياتهم.
ففي كل تنقل انطلاقة وبداية ومحاولة لحط الرحال والاندماج والاستقرار ومع ذلك قد لاتنجح المحاولات لسبب ما.
ومع ذلك فإن ماتيسر أمس قد يتعذر اليوم فبلدان كثيرة ممن كانت تفتح أبوابها ومآويها أمام اللاجئين لم تعد ترحب بقدومهم وصارت إجراء ات الإقامة فيها تعرقل أي محاولة للإقامة على أرضها.
إن الفلسطيني اليوم إن اطمئن على نفسه لايسعه الاطمئنان على أهله القابعين تحت الحصار هناك أو هؤلاء المهددين بالنزوح و سكن الخيام واستشعار الضياع ,الذي استشعره آبائهم ,لأن الثورات وتداعياتها قد توصلهم لذلك.
أن تكون فلسطينيا تحمل جنسية لاتضمن لك مستقرا آمنا على بقعة أرض تسمى فلسطين. تعود إليها متى شئت، ومتى أتعبتك الأنواء. أمر مرير, في نظري, يتضارب مع المنطق وحق الإنسان في أن لايعاقب بدون سبب.
يتنقل الفلسطيني مرغما أو يصادر حقه في التنقل و في كلتا الحالتين هو مرغم على تقبل واقع مفروض عليه .ورغم التعايش، رغم الصبر، رغم القدرة العجيبة على استمراره الفلسطيني لاتبشره الظروف في الوقت الراهن إلا بِحَيْرة وخيام وسهر على ضوء شموع ليس لرومانسيته بل لأنه فلسطيني احتلت أرضه ولم ترحمه عواصف السياسة.
Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|