عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 04 / 2012, 48 : 01 PM   رقم المشاركة : [28]
منجية بن صالح
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية منجية بن صالح
 





منجية بن صالح is on a distinguished road

رد: أثر المناهج الغربية على الدرس النقدى العربى



كتابة التاريخ

لقد حقق المستشرقون العديد من المخطوطات و التي هي تراثنا الأدبي مصدر فخر أمة إقرأ من المعروف أن من يريد شيئا يتعب من أجله و الظاهر أننا لسنا في حاجة إلى تراثنا لهذا لم نهتم به لكن الغرب لا يفوت أية فرصة للتعرف علينا حتى يستطيع أن يجد مداخل يقنعنا بها أنه يريد مصلحتنا و أن له القدرة و القوة لمساعدتنا لنجد أن كل تراثنا و تاريخنا مخترق عن قصد أو عن غير قصد و أنا أقول أن هناك الوجهان فليس الأصل كالصورة لأن المحقق بعيد كل البعد عن البيئة العربية الإسلامية و مهما أتقن اللغة تبقى دائما نظرته للأشياء خاصة تحمل خصوصياته الثقافية و الحضارية و التربوية و منقوصة تقف عند حد تصور قاصر لأنه يُقيم الأمر من خارج البيئة ومهما حاول أن تكون نظرته شاملة غير أنها تبقى محدودة جدا و هناك أيضا الوجه الأخر وهو أن الفكر الاستعماري يهيمن و يدس السم في العسل
لا ننسى أن الاستعمار أستعمل كل أدواته الظاهرة و الخفية ليجعل الشعوب المحتلة تخدم مصالحه سواء أن كان ذلك بطريقة مباشرة بالإحتلال أو بطريقة غير مباشرة وهو شراء ذمة الحكام و جعلهم أتباع ينفذون أجندات خارجية ليسخر الغرب كل طاقته المادية الحربية و الأدبية الفكرية لخدمة مصالحه الآجلة و العاجلة و هذا لا يبرر ما نحن فيه بقدر ما يبين عجزنا كأفراد و كنخبة للانتباه لما يحدث ومقاومته بشتى الوسائل المتاحة لكن في ظل ما ذكرت سابقا يبقى النفس المقاوم ضعيف جدا و الفكر المقاوم عاجز عن التفكير في حلول ناجعة
مشكلتنا الأزلية كعرب أننا أمة اقرأ لا تقرأ أول فكر مهيمن خلق على الأرض هو في قصة ابني آدم و التي انتهت بالقتل لم نتعض بالقصص القرآني و لا بالتاريخ الذي تتكرر معانيه و أحداثه بشكل مذهل لكن مظاهر الأحداث تأخذ صورة حديثة تتماشى مع العصر و الزمان و المكان و البيئة الجيوسياسية
لأقول أين هي النخبة؟ و التي ما فتأت منذ عقود تغرد خارج السرب منهم من يُنَظر لثقافة الغرب و منهم من يدعو إلى القومية العربية ليبقى الخطاب أخرس و و الفعل على الأرض عاجز لنجد أننا نستهلك طاقتنا في التنظير و الصراع هناك من أنجز أعمالا من منطلق وطني لتبقى مجهوداته فردية غير قادرة على تغيير جذري للواقع المتردي و الذي يتطلب مجهودات جماعية جبارة تحتويها مؤسسات لها جذور راسخة في بيئتها و تراثها تعمل ليلا نهارا مع كل الكفاءات لتطرح بديل على المستوى الفكري و الأدبي و التعليمي
فكتابة التاريخ لا تنطلق من فراغ لا بد أن يحتويها فكر له هوية و أنتماء فكيف لمن إنسلخ من حضارته و أنكر انتمائه لها و تجذر في هوية غيره أن يخدم الوطن و الذي يصبح لا يعني له شيء ؟



منجية بن صالح غير متصل   رد مع اقتباس