شهريار وزاد العصر
شهرزاد يا حبة القلب ونور العين ومهرجان الفرح
استيقظت قبل أن يستيقظ العيد ، عيد الأضحى ، أي في غرة يوم السبت الثلاثين من كانون الأول للعام الذي سينقضي بعد يومين 2006 .. وهو عام يا رعاك الله حمل ما حمل من ويلات وآهات لنا نحن العرب الأقحاح ما حمل !!..
ولأنني كما عرفت وخبرت ِ الملك السعيد ذو الرأي الرشيد فقد أيقظتُ العدم والحشم ونصف الجيش المدرب على أفضل أنواع الأسلحة واستعنت ببعض العلماء الأخيار أصحاب العقول الكبيرة ، وأمرت الجميع وأنا أضع رجلا على رجل بتحضير كوب من الشاي سكره كثير وشايه ثقيل ، كي أبدأ التثاؤب والتفكير بك وبلياليك البيضاء السعيدة قبل أن تبدأ المآذن حولي بالتكبير والتهليل فرحا بقدوم العيد ووجودي معا ..
وجاء الشاي ، منتقلا من يد إلى يد ، حتى وصلني شبه بارد، وكنت نصف شارد، فنبهني شنطوط رابط الخيوط وحارسي الأمين المؤتمن .. فقلت في سري وأنا أرتشف رشفة من الشاي ثم أعيد الكوب لشنطوط كي يحمله إذ يكفيني ما احمل من هموم الأمة ، قلت : لماذا لا أفتح البريد الإلكتروني وأنظر إن كانت شهرزاد قد أرسلت رسالة ما أم أنها ما زالت تنتقل من بيت إلى بيت سعيدة منشرحة البال بالتحدث عن أسرار أمتنا العسكرية ، خاصة منها السرية .. وفعلا صدق حدسي ولم أجد رسالة منها ولا من غيرها .. فقلت لماذا لا أعود وأضحي بها بمناسبة العيد كما ضحيت بغيرها من النساء الشقراوات السمراوات من قبل دون عيد أو نشيد .. لكن قلت ، وكثيرا ما أقول ولا افعل ، اتركها يا رجل وبالدارجة " يا زلمه" حتى تكمل لك هذه الحكايات التي تطرب النفس وتريح البال وتنسيك كل ما احتله المحتلون من أراض ٍ عربية ، معظمها أو قل جلها فلسطينية .. إذ كلما فكرت بفلسطين وطاب لي أن ادخل شوارعها ومبانيها محررا ، راحت شهرزاد وهي آية في الجمال والغنج والدلال ، تحدثني عن الجنّ والحبّ وبلاد وبلاد ، حتى أنسى ولا أعود أذكر شيئا من أحوال العباد .. وفوق ذلك وقبله ، وأنتم شهود ، راحت تتهمني بالتقصير والتواطؤ مع الأعداء الأنذال ، وأنا أقول لكل مقام مقال ، وغدا ستعرف هي وسواها ما أدخر لغد من أفعال ..
المهم يا شهرزاد ، وعلى سيرة العيد ، وهو دون شك سعيد ، بوجودي ووجود أمثالي من الصناديد ، فقد كان في البال أن أمر عليك ليلة من لياليه ، تحكين لي عن أبعاده ومعانيه .. لكنني في آخر ساعة ، وقبل أن أعطي الأوامر بالاستعداد للرحيل ، حدث حادث جلل ، يشيب له الولدان ، ويسكر فيه الصحيان .. إذ وبينما أنا شارد ، أرتشف الشاي البارد ، وأنظر إلى الساعة المعلقة على جدار من بلور، جاء النبأ بأن الثلوج تغطي كل مكان ، وأنه ليس في السفر أمان .. قلت : يا سبحان الله حدث ما لم يكن في الحسبان وتأجلت زيارتنا لشهرزاد حتى يوم آخر.. فعذرا يا شهرزاد إذ تأخرت عن المجيء إليك في العيد ، وكل عام وأنت بخير ، وعيد سعيد وحظ رغيد ووفرة في الأفراح والزغاريد عندما يعنّ على البال أن نحرر من فلسطين القريب والبعيد ، بجيوش أولها عندي وآخرها عندك وأرجو ألا نكون عندها جالسين في غرفة واحدة ، ضيقة باردة !!..
شهريار حبيبك الأول والأخير
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|