الموضوع: أنا أحب .............
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 04 / 2012, 10 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
منجية بن صالح
كاتب نور أدبي مشارك

 الصورة الرمزية منجية بن صالح
 





منجية بن صالح is on a distinguished road

أنا أحب .............

أنا أحب.......


لم يصدق..... أذهله وقع الكلمة في سمعه .....خفق قلبه من غير أن يستطيع التحكم في نبضه المتسارع تحت وقع ركض أقدامه في أزقة نفسه ،يصرخ فيه صوت ...... أنا أحب .....قالتها ....لم يسمع... لكنه أدرك……. لم يستوعب لكنه سمع .....
مازالت ضحكتها ترن في أعماقه ..... تبتعد برشاقة ، تصحبها زرقة ملابس بلون السماء و كأنها تلتحف بها ، لتفترش أرض خضرة عينيها التي تشرق على من يلتقى بنورها.... تنظر إليه قبل أن تختفي في الزحام، تصحبها روحه العاشقة للجمال و حب لا يعرف ملامحه إلا في قصص كانت تحكيها له الجدة ، و حنان أصابعها، يتخلل شعرا حريريا بلون أشعة شمس الأصيل...... كان يضع ٍرأسه الصغير على ركبتها ،و كأنه يتزود بمخزون يستمطر غيثه من ذاكرة قدم الزمن على أرض الإنسانية....

عرف بعدها ،أن للحب ملامحا و أحداثا تفرق، ليكون بعدها لقاء سعادة، أو حزن.... يلتحف بسطور روايات تدمع لها عين الكلمات، لتروي عطش تربة الإنسان لخيال يشكل فكره، أفعاله و أقواله ،أو ربما هو عطش الحزن لمشاعر أخرى ألفها تغذي وجوده ، ترافق وحدته الدفينة، يشعر من خلالها بالتعاسة ، و بغربة لا يعرف مأتاها و لا منتهاها ، بل يعيشها بقساوتها ، في انتظار لفتة ، ضحكة و كلمة ،تزيح عن سماء النفس غيومها المتلبدة القاحلة، و التي تظلل تعاسة نفس تجوب حَيرتها .....
احتضن ضحكتها و نام ملأ جفنيه، ممنيا نفسه برؤيتها في أحلامه حتى لا تفارق خياله ، وهي التي سمع منها كلمة طالما رددتها الجدة في قصص طفولته الوردية..... ربما أتت اللحظة التي ستتجسد فيها حلاوة مشاعر الحب لتنتقل من الخيال إلى الواقع هل ما سمعه حقيقة ؟

ينام فيه السؤال لعل الجواب يستيقظ ذات حلم.....
أنا أحب .....قالتها ليرجِّع الصدى وقع كلمات صوتها الحالم ، تستحوذ على أركان كيانه ، تسكنه لتصبح و كأنها نصفه الآخر، الذي ضاع منه في زحمة وجد نفسه جزءا منها .....أهو الحب؟
أجابته ضحكتها، و إشراقة ملامحها، و بريق عينيها، خاطبه صمتها، حلق فوق أمواج بحرمشاعره ، و كأنه يبحث عن حضن ليلتقط أنفاسه بين ثناياه........... قالت له رؤياها ....

- يا أنتَ لقد سمعتني و لم تسمعني، رأيتني و لم ترني.... شعرت بوجودي و لستُ أنا ......لستُ منفصلة عنكَ و لا مُتصلة بك...ينبض قلبك بي و لي ....تختزل وجودي مشاعرك ليحتويني جمال روحك ... ابحَثْ عنها.... عندها فقط، ستراني و يتسع سمعك لي ...

يعلو المآذن آذان الفجر، و كأنه رجع صدى..... تتفاوت الأصوات على مدى اللحظات، لتكون سنفونية كونية تسكب أنغامها في سمعه .....يستفيق عليها، و كأنه يسمعها لأول مرة ....
غزت داخله ضحكتها لتردد....أنا أحب..... تجيبها كلماته التي عاشت أسر سجنه .....يردد لبريق عينيها المتسلل من بين جفون غابة حدقاتها ،بعد أن التحف بلون سمائها.....أحبكِ أنتِ..... يا أنا .......

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
منجية بن صالح غير متصل   رد مع اقتباس