[كنان سقيرق]

كل شيء يبدو مختلفاً...غروب لا شروق فيه..ظلام لا فجر بعده..لماذا صبغت الدنيا باللون الأسود؟؟...في الماض كان كل شيء مشرقاً لماذا يصبح الحاضر مظلماً في حين يبدو المستقبل أكثر سوداوية؟!!...ياحبيبتي أنتِ الحلم الذي مهما اقتربت من ملامسته يظل كالظل الذي أراه قريباً أظل أمشي ولا استطع الوصول إليه..كثيراً من الأحيان أنظر إلى تلك المراّة.. أشاهد شخصاً يقال إنه يشبهني يقلدني في كل شيء ولكنه لا يجيد إلا لغة التقليد ..لا يقدر أن ينطق بحرف واحد إنه أبكم لكنه يجيد لغة التقليد .. إذا هو مثلي لا يدرك مامعنى لغة الإبتكار ..أتفوق على من يقلدني بإتقان التحدث بلغة تقرأ الأن ...هو يحاول أن يتكلم ولكنه لا يصدر أصواتاً مثلي يتكلم بصمت لقد تعلم أهم جزء من حكاياتنا الحالية لغة الصمت ....كم هو مصيب .. ما فائدة الأقوال دون أن تصحب بالأفعال ... نعم الصمت أشد بلاغة من كلام لا فائدة منه.. لغة الضاد تبكي على ابناء علمتهم حروفها فلم يتعلموا منها أي شيء.
حاولوا أن تدركوا خيالكم الحقيقي في ليلة لاقمر فيها و لا ضوء كسائر ليالينا العربية..حاولوا أن تخلقوا شعاعاً من الأمل في ذاك المكان الذي لا ينام ليس حباً في ليالِ السمر بل لأن الصورة معكوسة..طائرات تضيء ظلمة المكان..صورايخ تتجاوز في عددها حبات أمطار شتاء الجزء الشمالي وتتخطى بغزارتها أمطار صيف الجزء الجنوبي فوق تلك الخارطة المضحكة المبكية..أجزاء يقال أن عددها سيتخطى الاثنان والعشرون في المستقبل إضافة إلى أجزاء كثيرة ستسلب من تلك المتجزئة المتباعدة...ربما قبل أن أموت سيصبح العدد ثلاثون وربما أكثر..فكيف بعد مائة عام من المؤكد أننا سننافس نجوم العلم الأمريكي..إنجاز يستحق أن تصفق له أجيال المستقبل..والان دعونا نقول أن أصل الإنسان بشر أو بالأحرى أصل البشر إنسان..أليس كذلك؟؟!! ربما كان هناك علاقات متداخلة أخرى ولكن دعونا من قاعدة الشمول دعونا ندخل في قاعدة التضمن..الإنسان العربي هل هو كذلك أم إنه عربي إنسان؟؟... سؤال لا أقدر أن أجيب عليه ولكن على أي حال هو إنسان بدون إنسانية..لا يملك إحساس ولا شعور لا يعرف إلا التصفيق ليعبر عن إعجابه عن كل الاشياء التي لا يفهم ماذا تخفي خلفها من أهداف وحقائق...أما إذا كان غاضباً ستقوم الدنيا ولن تقعد صدقوني هذا سيحدث فعلاً حين يكون خياره الشجب والاستنكار والتظاهر.. أما في الأحوال العادية فهو لا يفكر إلا في الأكل والنوم وشيء أخر أنتم تعرفونه حق المعرفة لأنكم عرب مثلي...انظروا إلى ذاك الشعاع الذي سطع في ليل مظلم.. اخيراً لقد طال أنتظاري...كم هو جميل ذاك المشهد...أخرجوا من بيوتكم وشاهدوا إن كنت مخطئاً أم مصيباً... الأن لقد تحقق المنى ..فرحة تغمر كل النفوس..أصبح الكون أجمل..الحياة لم تعد كذبة كما يظن البعض لإن الحقيقة ظهرت...عادت الحقوق لأصحابها..الأشجار تتراقص مع نسمات الربيع الدافئة..والأطفال في كل مكان يلعبون دون أن يتحولوا إلى أشلاء..سأحمل حقيبتي وأمضي مبتسماً اليوم يبدو لي الناس مبتسميين على غير العادة الهموم كلها أختفت للأبد..سوف أقبل تراب الوطن أنني أضع علم فلسطين على كتفي في هذه اللحظة..سأتوجه مباشرة نحو الأقصى يا ألهي ماهذا!! لا أجد مكان للدخول إنه مكتظ بألاف المصلين لم يجدوا أحداً يمنعهم من الذهاب إلى المكان الذي يحبون الذهاب إليه ...هيا ألحقوا بي بعد قليل موعد الغداء...سأدعوكم للغداء في مدينة حيفا ولكن هناك شرط واحد قبل أن تلحقوا بي عليكم أن تصبحوا مجانين مثلي لتنعموا بحياة سعيدة بعيدة عن الأوهام و معاهدات السلام .....