عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 04 / 2012, 04 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

رسالة إلى أصحاب العقول المستنيرة

رسالة لأصحاب العقول المستنيرة يصعب على البعض إستيعابها

حدث في مصر

اتصلت سيدة عجوز ببنك الطعام تطلب حضور مندوب لاستلام خمسة بطاطين تبرعا منها لصالح ضحايا السيول وتركت عنوانها بالتفصيل .. ميدان ثم شارع ثم حارة ثم حارة أخرى ثم دكان بقال ثم بيت..!!
وصل مندوب البنك بصعوبة بالغة إلى مكان إقامة السيدة العجوز ، فوجدها عجوزا أكثر مما تصور ، هزيلة أكثر من أي توقع ، بسيطة أقل من كل فقر ، تسكن غرفة صغيرة لا تدخلها الشمس تحت بئر سلم..!!
استقبلت موظف البنك باشتياق شخص يبحث عن ضوء فى عتمة ، أصرت على أن تعد له واجب ضيافة كوب من الشاى وهى تقدمه قالت له:
"الشاى يا ابنى من يد خالتك كرمة ، بالهنا والشفا ، والله كوبياتى نضيفة وزى الفل ، ماتقرفش"
كان الموظف الشاب يشرب الشاي وهو يراقب عروق وجهها تنتفض وهى تحكي منفعلة وكان مندهشاً ، تصرخ فى وجع:
«ماتستغربش ، أنا فقيرة آه .. بس فيه اللي أفقر مني ، أنا معاشي من جوزي الله يرحمه 300 جنيه ، جبت بمتين وخمسين منهم البطاطين دية ، وهتدبر لغاية آخر الشهر بالخمسين، ربنا بيبعت"..!!
غرفة لا تتسع أكثر من شخصين ، سرير صغير يتحمل بصعوبة جسدها النحيل ، لمبة فى السقف وتليفزيون بإيريال معلق على شباك المنور ، تليفون موبايل قديم يبدو أنه نافذتها الوحيدة مع الحياة ، وابتسامة دافئة كبيرة تكشف عن زمن بعيد لم تعرف فيه أبعد من هذه الغرفة ومن هذا المكان.
"لكن ياحاجة كرمة ، يعنى ماتفهمنيش غلط واستحملينى ، مش برضه أنت أولى بحق الخمس بطاطين ، ظروفك يعني.."
وتخبط يدها على طرف السرير فيهتز وتقول بعبارات لا زيف فيها ولاتراجع:
".. يا ابني اللي شفته فى التليفزيون يقطع القلب ، ناس عريانة مرمية فى الشوارع من غير لا بيت ولا غطى ، أنا فقيرة بس مش غلبانة .. هم غلابة ولو كانوا مش فقرة ، أنا ربنا ساترني فى أوضة باقفل بابها تدفينى وأنام .. هم ماعندهمش لا باب ولا أوضة ، يا أبنى خد البطاطين وتوكل على الله الحق ابعتها لحد محتاج قبل ما الليل ييجى ، توصل بالسلامة وشرفتنى يا ابني".

ذهب الموظف بأغلى خمس بطاطين إلى مقر بنك الطعام وحكى لهم ودموع كثيرة فى عينيه قصة الحاجة كرمة ، كرمها وكبرياؤها ووجهها الصافى الصادق وكلماتها البريئة الحقيقية ، حكى لهم عن علاقتها مع الله، هذه المرأة العجوز التى نساها الزمن لم يهملها الله برحمته فرزقها الحب والبساطة والشجاعة ، هذه امرأة لاتخاف أحدا ، لاتخاف الفقر ولا الجوع والبرد ولا المرض ولا الموت ، تحب الله وتعيش فى أمانه وفى وعده الحق لها ، حكى قصة امرأة نظنها أنها تعيش على هامش الحياة .. بينما هى الحياة نفسها.
قرر زملاؤه أن يفعلوا أى شىء لهذه المرأة ، اقترحوا معاشا شهريا ، معونة عاجلة ، البحث عن شقة صغيرة لها ، سرير أكبر ، ثلاجة بها طعام ، فسحة فى مكان جميل ، لكن موظف البنك الذى ذهب لها قال لهم بثقة من عرفها عن قرب إنها سترفض كل شىء.

فى النهاية وصلوا إلى حيلة ، اتصلوا بها على أنهم من شركة التليفونات التى تحمل أحد أرقامهم ، أبلغوها أنها فازت بجائزة مالية كبيرة ،
فقالت لهم دون أن تهتز من فرحة أو مفاجأة: .. «.. عارفين بتوع بنك الطعام ، اتبرعو لهم بالفلوس كلها ، قولوا لهم يجيبوا بيها بطاطين كتيرة لبتوع السيول ، ماحدش بيموت من الجوع .. بس فيه ناس كتير بتموت من البرد «


(( من بريدي الالكتروني ))

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع بوران شما
 بيننا حب أمامنا درب وفي قلوبنا أنت يارب
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس